الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولوج باب التوبة ميسور

السؤال

انا لا أستطيع أن أتوب إلى الله بسهولة مع أني متدين ومنتمي إلى جماعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والهداية والاستقامة على طريق الخير، ولتعلم أن باب التوبة مفتوح، ومن الذي يمنعك من التوبة أو يجعلك لا تستطيعها، والله تعالى يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82].
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
فما عليك إلا أن تتجه بقلبك إلى الله عز وجل مخلصاً نادماً على ما فات، وترطب لسانك بذكر الله تعالى والاستغفار.
ومما يعينك على ذلك الالتجاء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء له، وخاصة في أوقات الإجابة، وكذلك المحافظة على أداء ما افترضه الله تعالى عليك، وكذلك مصاحبة أهل الخير الذين يدلون على طاعة الله تعالى، والحذر من قرناء السوء والبعد عنهم، فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
ولتعلم أن التوبة ليست نافلة من النوافل إن شاء العبد فعلها وإن شاء تركها، بل هي فرض على كل مسلم، أمر الله تعالى بها في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال جل وعلا: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس: توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم مائة مرة. رواه مسلم
وعليك ألاَّ تغتر بكونك متديناً أو منتميّاً إلى جماعة، فكل ذلك لا ينفعك إلا إذا تبت إلى الله تعالى، وأخلصت له العمل، واتبعت سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني