الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التستر على من يتكرر منه شرب الخمر

السؤال

نحن مجموعة نعمل في قصر، وبعض زملائنا يشربون الخمر في غرفة بعيدة منا، فإذا سترنا عليهم، فهل علينا إثم؛ فنحن لا نريد قطع أرزاقهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجب عليكم أولًا نصح هؤلاء، وتخويفهم بالله تعالى، وبيان سوء فعلتهم التي يقدمون عليها، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. رواه البخاري.

ثم عليكم هجرهم، ومقاطعتهم؛ حتى يقلعوا عما هم فيه، ويتوبوا، فإن لم يفعلوا، وأصروا على فعلهم القبيح، فلا مانع من فضحهم، وإخبار أهل البيت الذي يعملون فيه، فإن من تكررت منه المعصية، ولم يصغ إلى قول الناصح، لا ينبغي التستر عليه؛ لأن التستر عليه عون له على الفساد، وانتهاك المحرمات، ويغري غيره أن يفعل مثله، على أن محل طلب الستر على العاصي، إنما يكون في معصية انقضت، وانتهت، وأما معصية قائمة، ومتكررة -كما هو موضوع السؤال-، فيجب على من رآه عليها أن يبادر إلى الإنكار عليه، ومنعه منها، إن قدر عليه، أو رفعه إلى من يقدر على منعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني