الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصارعة بين الحرمة والإباحة

السؤال

ما هو حكم لعبة المصارعة إذا كانت خالية من الموسيقى والصور العارية؟ وإذا كان والدي يمنعني منها، فهل يجوز لي أن ألعبها دون علمه إن كانت حلالا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحيث خلت لعبة المصارعة من المنكرات، فلا حرج فيها، لأنها جائزة من حيث الأصل، كما بينا في الفتوى رقم: 4336

إلا أن المنكرات لا تقتصر على الموسيقى والصور العارية، فإن المصارعة التي تشتمل على إيذاء الخصم غير جائزة،
قال الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي وأدلته ونصه: تحريش الديكة على بعضها ودفع المواشي إلى التناطح، ومصارعة الثيران، والمصارعة الحرة والملاكمة ونحوها حرام، لما تحدثه من أضرار في حياة الإنسان أو الحيوان، فإن لم يكن في الملاكمة أو المصارعة ضرر بأحد الطرفين كانت مباحة، وكذا تباح إن كان فيها تعويد الإنسان على القوة والقتال والدفاع عن النفس.

وإن كنت تقصد لعبة المصارعة الإلكترونية، فقد بينا الضوابط لجواز لعبها في الفتوى رقم: 185493.

وعموما، فإذا منعك والدك من لعبة المصارعة، فالواجب عليك طاعته في تركها إن كان له غرض صحيح في ذلك، ولو كانت خالية من المنكرات، وانظر للفائدة الفتويين رقم: 62454، ورقم: 76303.

واعلم أنّ الخير والفلاح في مخالفة الهوى ابتغاء مرضاة الله، وأنّ رضا الوالد من أيسر الطرق للجنة، فعن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني.

ولا شك أن الولد العاقل إذا خير بين طاعة والده وترك لعبة ما، فإنه يختار طاعة والده، لأنه بهذا يحصل على الأجر العظيم، بينما لن يفوته شيء إذا ترك تلك اللعبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني