الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم السؤال عند الشك بوجود جوزة الطيب في الطعام

السؤال

سبق وقد قرأت أغلب الفتاوى المتعلقة بحكم تناول (جوزة الطيب) من على موقعكم المبارك، وعلمت أنها محرمة مهما صغر كمية المتناول منها. ولكن عندنا في مصر، ومما ابتلينا به أن تقريبا جميع المطاعم، ومقدمي الأطعمة، والطباخين يستخدمونها، والأمر صار صعبا جدا جدا أن تجد أي أحد لا يستخدمها.
أنا أعلم أنه ليس من الواجب علي أن أسأل كل أحد عن ما إذا كان يستخدمها أم لا، وذلك قياسا على قصة سيدنا عمر مع صاحب البئر؛ حين قال له: لا تخبرنا عن ما إذا كانت الكلاب تلغ فيه أم لا. لكن في هذه الحالة أنا أعلم أن أغلب هذه الأماكن تستخدم جوزة الطيب، فما العمل إذا حيث إني عزب، وليس عندي وقت لإعداد طعام، ولا أجد إلا هذه المطاعم، ومثلا: إذا دعاني أحد لوليمة، أو عقيقة، أو غيره، فإن الطباخ من المؤكد بدون سؤال أنه يستخدم جوزة الطيب فما العمل إذا؟
وللأسف الشديد صعب جدا أن يقتنع صناع الأطعمة بهذا؛ لأنه شيء غير معروف(أي: حكم جوزة الطيب) بالنسبة لهم، وقد تعودوا عليه، وفي الغالب لن يستجيب أحد نظرا لإعطائها نكهة للطعام جيدة، وهذا ما يريدونه؛ لجذب الزبائن، فلن يتخلوا عنها بسهولة أبدا.
لقد عمت هذه البلوى، ولا أجد مخرجا. أفتونى يرحمكم الله.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالراجح في جوزة الطيب أنها نجسة، فالواجب تذكير من يستخدمها في الطعام بتحريم ذلك، وكما ينبغي حث العلماء والدعاة على التنبيه على هذه المسألة، والظن بكثير من المسلمين أنهم يتورعون عنها، إن علموا بحرمتها.

وإذا علمت أن طعاما ما وضع فيه شيء منها فلا تستعمله، وكذلك إذا غلب على ظنك ذلك، أما مجرد الشك فلا اعتبار به في الطعام، لما هو معلوم عند الفقهاء من أن الطعام لا يطرح بالشك. وللفائدة راجع الفتاوى رقم: 220687 ، 117865 ، 120466 .

فحاول أن تطهو طعامك بنفسك، أو يطهوه لك غيرك ممن تثق به، أو تأكل الأصناف التي لا يوضع فيها جوزة الطيب، فطيب المطعم تترتب عليه آثار حميدة كثيرة تستحق أن يبذل المرء جهدا وتضحية لكسبها، يكفي أن منها استجابة الدعاء.

وأما ما ذكرت من أثر عمر: فلعلك قصدت ما رواه مالك، وعبد الرزاق، وغيرهما: عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن عمر بن الخطاب خرج في ركب، فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع ؟ فقال عمر بن الخطاب: " يا صاحب الحوض لا تخبرنا، فإنا نرد على السباع، وترد علينا " فليس فيه ذكر الكلاب، ثم إن هذا الأثر، لا يدل على ما ذكرت، ولكن حمله جمع من العلماء على طهارة آسار السباع، كما بينه ابن قدامة -رحمه الله- في الكافي.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ في كتاب الطهور: وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي هَذَا الْبَابِ, فَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ, لَا يَرَوْنَ بِسُؤْرِهَا بَأْسًا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني