الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين قد وربما وسمائي وسماوي والنسبة إلى فرنسا وغزة وبيرو وأفغانستان

السؤال

ما الفرق بين قد وربما، وفرنسي وفرنساوي، وغزي وغزاوي، وسمائي وسماوي، وما النسبة إلى بيرو، وإلى أفغانستان؟ ولماذا؟1

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قد وربما تستعملان في التقليل، وربما تستعمل قد لمعان أخرى؛ ففي القاموس المحيط عند الكلام على قد الحرفية (ص: 309):
لها ستة معان: التوقع: قد يقدم الغائب، وتقريب الماضي من الحال: قد قام زيد، والتحقيق: {قد أفلح من زكاها}، والنفي: قد كنت في خير فتعرفه، بنصب تعرف، والتقليل: قد يصدق الكذوب، والتكثير: قد أترك القرن مصفرا أنامله. اهـ.

وقد تستعمل رب للتكثير، كما تستعمل للتقليل، كما قال ابن بونه في جامعه: كثر برب وبها يقلل ... اهـ، وأنكر الزجاج ورودها للتكثير، كما جاء في لسان العرب.

وأما السمائي والسماوي: فمعناهما واحد، وكلاهما نسبة صحيحة في اللغة؛ ففي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (1/ 290): والنسبة إلى السماء سمائي بالهمز على لفظها، وسماوي بالواو اعتبارًا بالأصل، وهذا حكم الهمزة إذا كانت بدلا أو أصلا أو كانت للإلحاق. اهـ.
كما أن الفرنسي والفرنساوي معناهما واحد، ولكن الصحيح في اللغة هو أن تقول: فرنسي؛ فقد جاء في معجم الصواب اللغوي (2/ 893) : ... إذا كانت ألف المقصور خامسة فصاعدا وجب حذفها عند النسب ثم تزاد ياء النسب؛ فيقال في «فرنسا»: فرنسي. اهـ.

وأما غزي وغزاوي: إن أريدت النسبة لغزة فالأصح هو أن نقول: غزي في النسبة لغزة بحذف التاء كما تقول: مكي، كوفي، حبشي؛ في النسبة إلى مكة، والكوفة، والحبشة.

وأما الغزاوي: فلعله نسبة لما شاع عند العامة من قولهم: غزا. بألف؛ ففي ألفية ابن مالك (ص: 69)
ياء كيا الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب
ومثله مما حواه احذف وتا ... تأنيث أو مدته لا تثبتا ... اهـ.

وفي أرشيف منتدى الفصيح - 2 (ص: 0): أما النسب إلى غزة بقولهم غزاوي فأراه بسبب أنهم نسبوا إلى اللفظ العامي غزا كما نسبوا إلى جدة جداوي لأنهم قالوا جدا وكذا مكا مكاوي. اهـ

وأما أفغانستان فالنسبة إليها أفغاني كما تقول الطبري في النسبة إلى طبرستان، والمراد بها موضع أو ناحية الأفغان والطبر، والعجم يقدمون المضاف إليه على المضاف فقد جاء في معجم البلدان (4/ 13):
طبرستان: بفتح أوله وثانيه، وكسر الراء، قد ذكرنا معنى الطبر قبله، واستان: الموضع أو الناحية، كأنه يقول: ناحية الطبر. اهـ

وفي المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (2/ 368): وطبرستان بفتح الباء وكسر الراء لالتقاء الساكنين وسكون السين اسم بلاد بالعجم وهي مركبة من كلمتين وينسب إلى الأولى فيقال طبري. اهـ
وأما النسبة إلي بيرو فيجوز فيها بيروي وبيري باثبات الواو وحذفها فقد جاء في النحو الوافي (4/ 723): كيف ننسب إلى الاسم المعتل الآخر بالواو؛ مثل: "أرسطو، نهرو، سفو، كلمنصو؛ رنو، شو ... " "كنغو، طوكيو ... "؟ وكل هذه أسماء شائعة في عصرنا، لم أصادف فيما لدي من المراجع نصا يصلح جوابا عما سبق. ولعل السبب ـ كما أسلفنا ـ في تركهم النص هو أن الأسماء العربية الأصلية خالية من الاسم المعتل الآخر بالواو. حتى لقد قيل إن العرب لم يعرفوا من هذا النوع إلا بضع كلمات محددة نقلوها عن غيرهم، منها: سمندو وقمندو ... لهذا ترك النحاة ـ فيما أعلم ـ الكلام على طريقة إعرابه، وتثنيته، وجمعه، والنسب إليه ... غير أن الحاجة اليوم تدعو إلى تدارك الأمر: لشيوع هذا النوع بيننا، وعدم الاستغناء عن استعماله، وقد سبق أن تكلمنا عما يحسن اتباعه فيه من ناحية إعرابه، وتثنيته وجمعه ... في الأبواب الخاصة بها. أما في النسب فقد استرشدت بالحكم الخامس الذي سبق3، واستلهمت نظائر له، وراعيت اعتبارات أخرى. وانتهيت إلى رأي قد يكون أنسب، هو أنه يحسن حذف الواو إن كان خامسة فأكثر، وتبقى إن كانت ثالثة، ويجوز حذفها أو إبقاؤها إن كانت رابعة. وتبقى مع وجوب تضعيفها إن كانت ثانية. فيقال في النسب إلى أرسطو، وكلمنصو: "أرسطي، وكلمنصي. ويقال في النسب إلى كنغو: "كنغوي، أو: كنغي" ... اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني