الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما فضل كحل الإثمد من ناحية السنة النبوية وطبيا؟ وعند شرائه كيف أتأكد أنه أصليّ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وردت نصوص في أفضلية الاكتحال بالإثمد على الاكتحال بغيره، كقوله صلى الله عليه وسلم: إن من خير أكحالكم الإثمد، إنه يجلو البصر، وينبت الشعر. رواه النسائي، وغيره، وصححه الألباني.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اكْتَحِلُوا بِالإِثْمِدِ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو البَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ". رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني.
وأما فوائده الطبية: فقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد فضل الكحل عمومًا، وذلك شامل للإثمد، حيث قال: وَفِي الْكُحْلِ حِفْظٌ لِصِحّةِ الْعَيْنِ، وَتَقْوِيَةٌ لِلنّورِ الْبَاصِرِ، وَجَلَاءٌ لَهَا، وَتَلْطِيفٌ لِلْمَادّةِ الرّدِيئَةِ، وَاسْتِخْرَاجٌ لَهَا، مَعَ الزّينَةِ فِي بَعْضِ أَنْوَاعِهِ، وَلَهُ عِنْدَ النّوْمِ مَزِيدُ فَضْلٍ؛ لِاشْتِمَالِهَا عَلَى الْكُحْلِ، وَسُكُونِهَا عَقِيبَهُ عَنْ الْحَرَكَةِ الْمُضِرّةِ بِهَا، وَخِدْمَةِ الطّبِيعَةِ لَهَا، وَلِلْإِثْمِدِ مِنْ ذَلِكَ خَاصّيّةٌ. وَفِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ" عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ: عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ؛ فَإِنّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشّعْرَ. وَفِي "كِتَابِ أَبِي نُعَيْمٍ": فَإِنّهُ مَنْبَتَةٌ لِلشّعْرِ، مَذْهَبَةٌ لِلْقَذَى، مَصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ. وَفِي "سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ" أَيْضًا: عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ -رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا- يَرْفَعُهُ: خَيْرُ أَكْحَالِكُمْ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشّعْرَ. انتهى.
وأما كيفية التأكد من أنه أصليٌّ: فاسأل أهل المعرفة من الباعة وغيرهم، وليس هذا من اختصاصنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني