الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز إخراج القط من البيت لو خشي هلاكه

السؤال

وجدنا قطا منزليا في الشارع، فأخذناه لنربيه في بيتنا، ولم تكن لدينا فكرة كاملة عن أنه سيحتاج لمصروف لأنه ليس قط شوارع، وإنما تخلى عنه أصحابه ورموه بالشارع. وهذه القطط لها أكل خاص، ورمل خاص لقضاء حاجتها، وعناية متعبة، ومرت علينا ظروف كنا نستدين لنأكل، وبعدها لم نجد ما نطعمه؛ لأنه لا يأكل إلا اللحوم وهذا مكلف، وإذا ألقيناه بالشارع قد يموت لأنه لا يأكل كالقطط الأخرى، ولا يقضي حاجته إلا بمكان معين فيه رمل خاص. فماذا نفعل معه؟ هل جائز إلقاؤه إذا لم نجد أحدا يأخذه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج عليكم في إخراج هذا القط المذكور من البيت لا سيما إذا كانت رعايته مكلفة لكم؛ لأن إيواءه ليس واجبًا في الأصل، فلا شيء عليكم في إخراجه ولو مات جوعًا؛ قال ابن جزي الغرناطي في القوانين الفقهية: وكل من فعل ما يجوز له فتولد منه تلف لم يضمن. انتهى.
وقال ميارة في التكميل:

وكل من فعل ما يجوز له فنشأ الهلاك عن ما فعله.

أو تلف المال فلا يضمن ما آل له الأمر وفاقا علما. اهـ.
وإنما يقع الإثم على من حبس القط ولم يوفر له حاجته حتى مات جوعًا، وهذا هوالسبب في عذاب المرأة المذكورة في قوله -صلى الله عليه وسلم-: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. رواه مسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني