الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها يسب الدين ولا ينتظم في الصلاة.. الحكم والواجب

السؤال

أريد أن أعرف ما هو حكم (سب الدين) زوجي دائما ما يفعل ذلك عندما يتحدث عن عمله، أو مشاكله، مع زملائه في العمل، أو مشاهدة حتى مباراة لكرة القدم، وألفاظ أخرى لا تليق.
وعندما أخبرته أنني لا أحب أن أسمع مثل ذلك الحديث في بداية زواجنا، غضب بشدة، فطبيعته كذلك؛ لذا بدأت لا أعلق على هذا الموضوع، وأستمع وأصمت، ولكني عندما قرأت أن من يفعل ذلك لا بد أن يتم التفريق بينه وبين زوجته، حتى يتوب من ذلك الذنب، وأنا أشعر بخوف شديد، ولا أدري ماذا أفعل، وخفت من مواجهته حتى لا يغضب، فتركت له ورقة مكتوب فيها ما قرأته، فقطَّع الورقة، وغضب بشدة، ورفض كل ما فيها، رغم أنني أخبرته أننا أخطأنا، ولا بد أن نتوب سويا حتى لا يشعر أنني أحاكمه، أو أواجهه، بل هو خطؤنا سويا، ونتوب سويا حتى يتقبل الكلام، لكن دون جدوى. وهو إلى الآن يفعل ذلك، ولا أدري ماذا أفعل؟
كما أنه لا يصلي إلا إذا كان في العمل مع زملائه، كما أخبرني، أما باقي الفروض فلا يصليها، ولا حتى صلاة الجمعة، ولا أستطيع أن أطلب منه الصلاة؛ لأنه شديد العصبية.
فهل حقا لا بد من التفريق بيننا حتى يتوب، وأنا أعيش معه في بلد غريب، ولا يوجد مكان آخر أذهب له؟
وما هو حكم تارك الصلاة في علاقته بزوجته هل حرام معيشتهما سويا حتى ينتظم في صلاته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فسب الدين كفر بإجماع المسلمين، وسبق أن بيناه في الفتوى رقم: 11652، فإذا ثبت أن هذا الزوج يسب الدين فعلا، فيجب أن ينصح، ويخوف بالله تعالى، فإن تاب، فذاك، وإلا وجب على زوجته مفارقته، ولمزيد التفصيل في ذلك راجعي الفتوى رقم: 25611.

ومن كان يسب الدين كيف يستغرب منه أن يترك الصلاة، وانظري حكم تاركها في الفتوى رقم: 1145، فهو إذن في ظلمات بعضها فوق بعض. ولا يحل لك معاشرته، وتمكينه من نفسك، إن لم يتب من سب الدين، بل يجب عليك مفارقته، ورفع الأمر إلى القضاء الشرعي.

فإن تاب من سبه الدين، ولكنه لم ينتظم في الصلاة، فالأمر أهون من سبه الدين، فلا حرج في البقاء في عصمته؛ لأن ترك الصلاة كسلا، محل خلاف بين الفقهاء، والجمهور على عدم كفر تاركها، ولكن هذا لا يعني أن تركها بالأمر الهين، فينبغي حينئذ الاستمرار في مناصحته، فإن لم يتب، كان الأفضل فراقه.

قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني