الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحكمة أمر فطري أم مكتسب؟

السؤال

هل يمكن أن يكتسب المرء الحكمة؟ أم هي كالرزق بيد الله يؤتيها من يشاء بغير طلب منه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وردت في معنى الحكمة تفسيرات متعددة، يقول الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله: الحكمة ـ قال البخاري الحكمة الإصابة في غير النبوة، وقال قتادة: الحكمة السنة، وقيل إنها تطلق على الفقه والعلم بالدين وعلى ما ينفع من موعظة ونحوها، وعلى الحكم بالحق، وعلى الحسنة، وعلى الفهم عن الله ورسوله، وقد وردت بمعنى النبوة. اهـ.

وانظر الفتويين رقم: 27987، ورقم: 74614.

وإذا تتبعنا كلمة الحكمة في النصوص الشرعية نجد أنها وردت بكل المعاني المذكورة، ولكن في سياقات مختلفة، فمرة ترد بمعنى النبوة، ومرة ترد بمعنى العلم، ومرة ترد بمعنى الحكم بالحق.. إلى آخره، وبالتالي، فإننا نقول إن من الحكمة ما هو مكتسب، ومنها ما هو غير مكتسب، فما كان منها من قبيل النبوة وما شابهها فهو غير مكتسب قطعا، وما كان منها من قبيل العلم والمعرفة بالدين والتفقه فيه، ونحو ذلك، فهو مما يكتسب بالتعلم وطول التجربة والممارسة في الحياة، ولمزيد الفائدة حول هذا الموضوع ننصحك بمطالعة المقال الموجود على موقعنا بعنوان: الحكمة، من خلال الرابط التالي: https://www.islamweb.net/ar/article/94749

ففيه تفصيل وإفادة.

وبخصوص قولك: أم هي كالرزق بيد الله يؤتيها من يشاء بغير طلب منه ـ فجوابه أن كل شيء بيد الله سبحانه يؤتيه من يشاء، سواء في ذلك الرزق، أو العلم، أو الحكمة، أو غير ذلك، لكن كما أن الإنسان مطلوب منه أن يسعى في الرزق ويأخذ بالأسباب الموصلة إليه بطرق مباحة، فإنه مطلوب منه بالأحرى السعي في سبيل نيل الحكمة وتحصيل ما هو مكتسب منها، وهو في الحالتين لن يحصل إلا ما كتبه الله له من الرزق أو الحكمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني