الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل في الذكر النفسي والدعاء القلبي ثواب

السؤال

أردت أن أستفسر عن شيء ورد في ذهني، وإن شاء الله أجد الإجابة عندكم:
أنا أعرف أن الله -عز وجل- لا يحاسبنا على ما يدور بداخلنا من حديث نفس، ولكن هل هذا الأمر ينطبق على حديث النفس بالشر وحديث النفس بالخير؟
على سبيل المثال: هل لو صليت على النبي أو استغفرت أو ذكرت الله -عز وجل- في داخلي دون أن ينطق بها لساني، هل سيحسبها الله -عز وجل- لي حسنة أم لا؟ وهل يمكن إذا تمنيت شيئًا فيه خير بداخلي يحققه الله -عز وجل- لي دون أن أجهر به -مثلًا- أو أدعو به؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن النطق باللسان في الذكر والاستغفار أفضل من مجرد إرادة المعنى بالقلب، مع أن الذكر النفسي فقط يثاب عليه فاعله، ويجزيه الله به، إذا توفرت شروطه، وانتفت موانعه.

والأصل في ذلك: الحديث القدسي الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم. وانظر الفتوى رقم: 35909.

ولم نطلع على شيء في أن الدعاء بالقلب دون نطق باللسان يثاب صاحبه أم لا، وكذلك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقلب فقط، ولكن لا يبعد قياس ذلك على الذكر، كما ذكرنا في الفتوى السابقة، والفتوى رقم: 117527، وراجع أيضًا الفتوى رقم: 33808. مع أن النطق بهما أفضل على كل حال.

أما قولك: "وهل يمكن إذا تمنيت شيئًا فيه خير بداخلي يحققه الله -عز وجل- لي دون أن أجهر به -مثلًا- أو أدعو به" فالجواب: أن نعم؛ إذ فضل الله واسع، وهو سبحانه كريم يتفضل على من يشاء من عباده بما يشاء، لكن هذا ليس من باب الدعاء، بل هو من باب التمني، ولا مانع أن يحقق الله للمرء ما يتنماه من غير أن يدعوه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني