الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحلف كاذبا يمين غموس كفارتها التوبة النصوح .

السؤال

أثناء تحاورنا عن الكبائرادعي البعض أنه لم يرتكب جريمة الزنا أو شرب الخمر أو غيرها من الكبائر، وفجأة قام بعض الحاضرين بطلب القسم منه أنه لم يرتكب هذه الفواحش، فأقسم بأنه لم يرتكب الزنا وباح لي بأنه فعل ذلك من أجل أن يستر نفسه وفقا لمعني الحديث القدسي:(كل أمتي معافى يوم القيامة إلا المجاهرين) هل في قسمه هذا شيء إن كان يريد ستر نفسه وعدم الجهر بالمعصية أم أن عليه شيء أفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الواجب على المسلم إذا وقع في ذنب أن يستر على نفسه إلا إذا كانت هناك مصلحة في التحدث به كأن يخبر من يثق في علمه ودينه مستفتياً أو مستنصحاً.
وذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في جملة من أحاديثه مثل الحديث الذي أورد السائل بعضه وهو عن أبي هريرة رضي الله عنه: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه.
وليس من حق إنسان أن يطلب من آخر أن يحلف بالله له أنه لم يفعل كذا وكذا من الذنوب إلا القاضي في الدعوى بشروطه، ولا يجب على المطلوب منه الحلف أن يحلف.
أما حلف هذا الرجل كاذباً بأنه لم يفعل الزنا أو يشرب الخمر فهو يمين غموس كفارتها التوبة النصوح فقط على الصحيح، فعليه أن يتوب مما ارتكب من الزنا وغيره، وأن يتوب من الحلف بالله كاذباً، وكان يسعه عدم الخوض في مثل هذا الكلام ابتداء أو استعمال المعاريض.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني