الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ... الآية.

السؤال

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا {الإسراء : 7} ما تفسيركم لهذا؟ فأنا لم أستوعب عندما قيل لي إن المسجد ترجمت إلى معبد في الانجليزية؟ وعقلي لم يستوعب ذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن تفسير الآية: فقد قال الشيخ السعدي: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ ـ لأن النفع عائد إليكم حتى في الدنيا، كما شهدتم من انتصاركم على أعدائكم: وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ـ أي فلأ نفسكم يعود الضرر، كما أراكم الله من تسليط الأعداء: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ـ أي المرة الأخرى التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا علكيم الأعداء: لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ـ بانتصارهم عليكم وسبيكم: وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ـ والمراد بالمسجد مسجد بيت المقدس: وَلِيُتَبِّرُوا ـ أي يخربوا ويدمروا: مَا عَلَوْا ـ عليه: تَتْبِيراً ـ فيخربوا بيوتكم ومساجدكم وحروثكم. اهـ.

وأما التعبير عن المسجد بالمعبد: فلا حرج فيه إذا قصد المعنى اللغوي، لأن المعبد في اللغة هو مكان العبادة، ولكن الأولى ترجمة كلمة المسجد المعروفة، فقد قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية: والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني