الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤخذ العلم ممن يكون أهلا للقدوة

السؤال

هل يجوز حفظ القرآن من شيخ مخالف للسنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن يصحب طالب العلم العلماء الربانيين العاملين أهل التقوى والصلاح ليتعلم منهم العلم والعمل والأخلاق... فإذا لم يجدهم فلينتقل إلى الأمثل فالأمثل....
ولا يأخذ العلم ممن ليس أهلا للقدوة من أهل البدع والمعاصي؛ إلا إذا لم يجد غيرهم فهنا يجوز له أن يتعلم منهم القرآن، ولكن عليه أن ينتبه ويحذر من بدعهم.
فقد كان السلف الصالح رحمهم الله ينتقون المشايخ الذين يأخذون عنهم العلم ويحذرون من أهل البدع والأهواء، وربما تجنبوا بعض العلماء الصالحين الذين عندهم بعض التغفل.... فهذا الإمام مالك رحمه الله تعالى يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه... ولقد أدركت في هذا المسجد –يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- سبعين ممن يقول: قال فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان به أميناً، فما أخذت منهم شيئاً لأنهم لم يكونوا من أهل هذه الشأن، فلما قدم علينا محمد بن شهاب الزهري، ازدحمنا على بابه وكان شاباً... انتهى.
ذكر ذلك عن مالك بروايات مختلفة ابن عبد البر في التمهيد والذهبي في السير.
والحاصل أنه ينبغي لطالب العلم أن ينتقي مشايخه، وإذا لم يجد الشيخ المطلوب فله أن يتعلم العلم ويحفظ القرآن على غيره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني