الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل نصح القريب الذي تربى في بيئة كافرة

السؤال

أنا شاب عمري 18، والدي مسافر للعمل في أوروبا منذ أكثر من 20 عامًا، ويأتي على فترات، منذ فترة صارحنا أنه متزوج من امرأة نصرانية في تلك الدولة لظروف خاصة، وأنجب منها بنتين، ووعدني أن يرسل لي بعد الدراسة.
سؤالي هو: إن البنتين تربتا في مجتمع غير مسلم، فهما مسلمتان بالاسم فقط نسبة لأبيهما، فكيف أنصحهما، وأجعلهما على الطريق الصحيح؟ وإذا لم تستمعا إلى نصحي، وبقيتا على ما هما فيه بسبب المجتمع، والبيئة التي حولهن أيكون عليّ إثم؟ آسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أولًا أن تناصح أباك، وتبين له بلين، ورفق ما يجب عليه من رعاية بنتيه، وأمرهما بلزوم شرائع الدين، وأنه مسؤول عنهما يوم القيامة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}.

وإذا لقيت أختيك فبين لهما محاسن الإسلام، وخذ لهما من المطويات، والمنشورات ما يظهر لهما عظمة هذا الدين، ويزيد من تعلقهما به، ويبين لهما أنه دين الرحمة، والعدل، والخير للناس جميعًا، ثم بين لهما بلين، ورفق أنه لا خير لهما، ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بلزوم هذا الشرع المطهر، والعمل به، وأن الشقاء كل الشقاء في الحيدة عنه، واتباع غيره، وكن لهما قدوة حسنة بسلوكك، وفعلك، وتحبب إليهما بالهدية، ونحوها ليقرب نصحك من قلبيهما ويكون أدعى إلى استجابتهما، وانتفاعهما، فإن استجابتا فالحمد لله، وإلا فلا إثم عليك أنت إذا فعلت ما تقدر عليه من نصحهما؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني