الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة الفاتحة خلف الإمام لا تخالف النص القرآني

السؤال

فيما يخص قراءة الفاتحة إذا كانت واجبة أم لا في الصلوات الجهرية خلف الإمام؛ ذكرتم في فتاوي سابقة الآراء المختلفة في هذا الأمر، ولكنكم فضلتم قراءة الفاتحة حتى في حالة عدم إعطاء الإمام فرصة للمأمومين؛ نظرًا لأن أصحاب هذا الرأي أبطلوا الصلاة في حالة عدم قراءتها، أي أننا نقرأ الفاتحة والإمام يتلو القرآن.
أفيدوني أفادكم الله، كيف نتجاهل آية صريحة في القرآن الكريم وهي: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} من أجل مجرد أحاديث أو موقف وصلنا؟!
فالله وعد المسلمين بحفظ القرآن وليس الأحاديث أو ما يصل إلينا من السلف؛ فالواجب علينا إذا تعارض شيء بين القرآن والسنة أن نأخذ بالقرآن.
أنتم أكثر مني علمًا، وأعتقد أن هناك شيئًا لا أعلمه في هذا الأمر؛ فأرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمسألة القراءة خلف الإمام من المسائل التي انتشر الخلاف فيها بين أهل العلم قديمًا وحديثًا، وهي من مسائل الخلاف السائغ، وأقوالهم وما نختاره تجده مبينًا في الفتوى رقم: 121558.

وإذا علمت هذا؛ فاعلم أن من أوجبوا قراءة الفاتحة خلف الإمام لم يخالفوا النص القرآني على ما توهمته، بل قالوا: إن هذا النص عام وهو مخصوص بالأدلة القاضية بوجوب القراءة خلف الإمام، والعام يحمل على الخاص، كما هو مقرر في موضعه من علم الأصول، والسنة وحي كالقرآن وإن كانت غير متعبد بتلاوتها، وهي مبينة لمجمله، ومقيدة لمطلقه، ومخصصة لعامه، والعلماء متفقون على جواز تخصيص عموم الكتاب بنص السنة، فلا يكون على قول هؤلاء العلماء ثَم تعارض بين هذه الآية والنصوص الموجبة لقراءة الفاتحة خلف الإمام عند هذا الفريق من العلماء، ومن العلماء من قدم عموم هذه الآية وخصص به حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. متفق عليه. والمناقشات بين الفريقين طويلة مبسوطة في المطولات، وإنما المقصود هنا بيان أن العلماء الذين تبنوا هذا الرأي لم يخالفوا الآية، بل خصوها بنصوص دالة عندهم على عدم إرادة عمومها؛ فتنبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني