الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم يرجو الله ويخشى عذابه ويحسن الظن به

السؤال

كيف لي أن أعلم برضى الله عني؟ وكيف أعلم أنه غفر لي ذنبا ما؟ وكيف أعلم مكانتي عنده وبأي درجة من درجات الجنة والنار مكاني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمسلم يعمل الصالحات، ويتقرب إلى الله تعالى بالكف عن المنهيات، كما أمره ربه، وهو في أثناء ذلك يرجو رحمة الله ويخشى عذابه، ويحسن الظن بربه، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة:218]. وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) [المؤمنون:60]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحداً الجنة عملُه".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني" رواه مسلم.
قال النووي: قال القاضي: قيل معناه بالغفران له إذا استغفر، والقبول إذا تاب، والاجابة إذا دعا، والكفاية إذا طلب، وقيل: المراد به الرجاء وتأميل العفو، وهذا أصح.
فهذا حال المؤمن يسير إلى الله وهو بين الخوف والرجاء، ولا يقطع لنفسه ولا لمعيَّن بالجنة أو النار.
وروى البخاري بسنده من حديث أم العلاء قالت: "لما مات عثمان بن مظعون قلت: رحمك الله أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن يكرمه الله، فقال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير".
فنحن كما قال الطحاوي في عقيد ته المشهورة: نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة، ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني