الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكوى البنت أخاها الذي يعق أمه إلى أبيها

السؤال

أود أن أشكر إدارة موقع: إسلام ويب، وكل من يساهم في دعم هذا الموقع الذي هو أكثر من رائع، وأسأل الله أن يتقبل صالح أعمالكم. أخي الكبير يبلغ من العمر 25 عامًا، ولديه صفة سيئة، وهي أنه يقوم برفع صوته على أمي في أغلب الأحيان، وأيضًا يقوم بجرحها بكلام لا يمكن تصوره، وأنا أنزعج جدًّا من تصرفه، وأحيانًا تصل بي إلى درجة أنني أكرهه، وبالأخص عندما تبكي أمي، وفي الوقت ذاته لا نستطيع التكلم مع أبي لنشكوه إليه؛ لأن أبي يعلم أن أخي عكس هذا الشيء، وهو يتظاهر أمامه بأفعال طيبة، وبأنه طائع لأمه، ولكن عندما يذهب أبي للعمل يأخذ أخي راحته في الكلام، والصراخ، وغيره، ولكنني لم أعد أحتمل هذا الأمر، ولا يوجد أحد يستطيع ضبطه غير والدي، لكن أمي تمنعني من أن أشكوه له؛ لأنها تقول إنه سوف تحدث مشكلة كبيرة، ونسأل الله أن يهديه، فماذا أفعل؟ وهل أقوم بشكايته لوالدي؟ أم نكتفي بنصحه، والصبر عليه؟ أشعر أنه سوف ينال عقابًا من الله تعالى في الدنيا، والآخرة إذا بقي على هذا الحال، وأنا من خوفي، وحرصي عليه أريد أن أجد حلًّا.
أرجو أن تفيدوني في هذا الأمر، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأخوك هذا مرتكب لكبيرة من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، وهي عقوق أمه ـ عياذًا بالله ـ فعليك أن تناصحيه، وتبيني له من النصوص كتابًا وسنة ما ينزجر به، لعله يرتدع، ثم هدديه بأنك سترفعين الأمر لوالده إن لم ينته، فإن لم ينته فارفعي الأمر لوالده لينهاه عن هذا المنكر، ويكفه عن هذا الشر، وبيني لأمك أنك إنما تشكينه لوالده لمصلحته هو؛ حتى لا يتمادى في هذه المعصية، ويتضاعف إثمه بذلك، وأن الشفقة، والرحمة إذا زادت عن حدها أضرت، ولم تنفع، وأنه لا بد من ردع المخطئ المصر على خطئه، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني