الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحذير من الاستهزاء باللغة العربية

السؤال

أنا أستاذة للغة العربية وأحبها وأتمنى لو أحوي جميع موادها، لكني مصابة بداء الوسوسة فمنذ قرأت أن من استهزأ باللغة يرتد وأنا متخوفة من هذا الأمر، والسبب أن أهلي مع إعجابهم باللغة والحث عليها لكنهم يتحدثون العامية فتراهم مثلا إذا قالوا: كِيف بالنطق الفصيح كَيْف يضحكون لأنهم قالوها فصيحة، ومثلا لما يسمع بي أحد أني أدرس العربية وأتكلم الفصيح في معاملاتي الرسمية فقط يضحكون فأخاف أن أضحك معهم، فمرة حدثتني إحداهن وذكرت لها أني أتحدث الفصيح مع من أدرس فضحكت فأغراني الشيطان في صدري أن أضحك ولكني تمالكت نفسي فخفت أني عزمت على الردة، وأصبح هذا الموضوع همًّا، فالكثير من حولي من الممكن أن يأتي بعبارة فيها الفصيح ليضحك من حوله وأتخيل ماذا لو كنت عندهم ماذا كنت سأفعل، فمرة قرأت أن من يضحك على من يتكلم الفصحى هو فاسق ولو ضحك من كلمات فصيحة دينية أو لأنها لغة القرآن فقد ارتد، ومرة قرأت أن من ضحك من اللغة فقط ارتد فهلا أرشدتموني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا ننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الاسترسال مع الشيطان فيها ما دمت عرفت من نفسك أنك موسوسة.

وأما ما ذكره بعض أهل العلم في الاستهزاء بالعربية فمحله إذا كان عن استهزاء بها لكونها لغة القرآن، أو شعارًا من شعائر الإسلام، فإن ذلك يكون ردة ـ والعياذ بالله ـ وقد ذكر الشيخ محمد بن سعيد بن سالم القحطاني في بحث له بعنوان: (الاستهزاء بالدين وأهله) صنوف المستهزئين بثوابتنا وقيمنا الشرعية، وأن منهم من: يهزأ باللغة العربية، ويصفها بالجمود، والتحجر، ثم يدعو للعامية أو اللاتينية بديلًا عن لغة القرآن. انتهى.
وأما من ضحك من لاحن أو متكلف للكلام بالفصحى أو ما أشبه فلا يعتبر مرتدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني