الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين من أهم أمور الدين

السؤال

إخوتي في الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: الرجاء إعطائي مرئياتكم حول موضوعي هذا. أفيدكم أنني أسكن في منزل والدي من 5 سنوات بدون إيجار حسب إفادة والدي لي بشرط أن لا أخبر إخواني الباقين واستمريت على هذا الحال حتى جاء هذا العام الحالي 1420هـ حيث أبلغني والدي بأن علي مبلغاً قدره 50000 خمسون ألف ريال سعودي مقابل إيجار 5 سنين مضت وأجبرني بأن أكتب وثيقة علي بأن ألتزم بدفع المبلغ تقسيطا أو يحسم من حصتي في الإرث .. وهذا العمل قد ضر بي وبأسرتي البالغ عددهم 7 أفراد منهم زوجتي شديد الضرر حيث لم أفكر بأن أرفع مبلغا لهــذا الأمر وأصبحت في حيرة دائمة مستمرة مع العلم أن باستطاعتي أن أنتقل ألى شقة مستقلة خارج منزل والدي إلا أنني أخاف من غضبه علي وسخطه وهذا مالا أرضاه على نفسي من سخط الله والوالدين. وأنا الآن حائر ماذا أفعل . - هل أبقى على ما أنا عليه وأفوض أمري إلى له وألحق الضرر بأهل بيتي؟ - هل أستقل بأسرتي خارج منزل والدي وأنتظر ماسوف يجيء منه ؟ .. الرجاء إفادتي حول هذا الموضوع الذي أقلقني الليل والنهار. ماذا أفعل؟. وفقكم الله وأعانكم على مصائب الدهر. asb1 naseej.com

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فلا شك أن طاعة الوالد من أهم أمور الدين ، إذ قرن الله حقه في الشكر بحقه والأمر بالإحسان إليه بالنهي عن الشرك ، قال تعالى: ( أن أشكر لي ولوالديك * إليَ المصير) .[ لقمان :14]. وقال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ).[النساء: 36] . وقال تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً ). [ الأحقاف: 15).والوالد سبب لوجود ولده وله حق عظيم عليه ، فهو الذي كان ينفق عليه صغيراً ، ويسهر عليه حين يمرض ، وجاد في سبيل ولده بالنفس والنفيس . وإن كان الوالد على غير الإسلام فلا يمنع ذلك من طاعته في غير معصية الله ، قال تعالى: ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما * وصاحبهما في الدنيا معروفاً ). [ لقمان : 15] . فما بالك إذا كان الأب مسلماً والحمد لله . ولا شك أن ما فعله والدك مجانب للصواب وهو مخالفته لما وعدك به وليس عليك إلا أن تمتثل لما يريده منك الوالد إن كان في وسعك والضرر الواقع عليك محتملاً، واحتسب عند الله تعالى ما تقوم به لقوله صلى الله عليه وسلم: "أنت ومالك لأبيك". واعلم أن الله تعالى سيعقبك خيراً ويخلف عليك : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) . [ الطلاق: 2-3]. وإذا كان انتقالك لمسكن آخر سيكلف نفقة الإيجار فأولى أن يكون ذلك لأبيك فتكون بذلك قد بررت أباك وانتفعت بالمسكن من نفقتك الخالصة، وننصحك أن تلاطف والدك وأن تبين له عدم قدرتك على دفع هذا المبلغ. وأنك إن تحاملت والتزمت بدفعه فسيلحق ذلك بك ضرراً ومشقة. واذكر له نحو هذا الكلام مما يستثير ما جبل الله عليه الوالدين من العطف والشفقة وحب المصلحة للولد. وحاول أن تزيد من بره بشيء من تقديم بعض الهدايا إليه وكثرة مجالسته والتودد إليه. وإن كنت قد أخللت بالشرط الذي اشترطه عليك من عدم إخبار إخوانك بما كان أعفاك منه من أجر الشقة فعليك أن تعتذر له عن ذلك. وأملنا كبير أنك إذا عاملته بهذا الأسلوب أنه ستحل المشكلة بما فيه بر الوالد وجمع والرفق بك ، والله نسأل أن يبارك فيك وأن يزيدك برا ويخلف عليك في نفقتك ، والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني