الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: هَلْ يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟

السؤال

ما تفسير هذا الحديث: روى الطبري عن أبي أمامة قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل يتناكح أهل الجنة؟ قال: نعم، بذكر لا يمل، وشهوة لا تنقطع، دحمًا دحمًا. وفي رواية: لكن لا مني ولا منية. وفي رواية: هل ينكح أهل الجنة؟ قال: نعم، ويأكلون ويشربون.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحديث "هَلْ يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ ..." رواه الطبراني وغيره. وتكلم أهل العلم في سنده؛ فقال عنه الألباني في السلسة الصحيحة: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير من طريق هاشم بن زيد" قلت: وهاشم بن زيد ضعيف الحديث؛ كما قال ابن أبي حاتم. انتهى.

أما الرواية الثانية: "هل ينكح أهل الجنة ...": فقد ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد بعد الرواية الأولى، ثم قال: رواها كلها الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها وثقوا على ضعف في بعضهم. انتهى.

وعليه؛ فكلا الروايتين ضعيفتان، لكن على أي حال؛ فمعنى الدَّحْمُ: النكاح والوطء بقوة، والتكرير فيه للتأكيد؛ قال ابن منظور في لسان العرب: "ودَحَمَ المرأةَ، يَدْحَمُها دَحْماً: نكحها".
وقوله: لا مني ولا منية. أي: لا إنزال، ولا موت؛ قاله الإمام ابن القيم -رحمه الله- في حادي الأرواح، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 28376.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني