الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس فيما ذكرت من الأسباب مايبيح لها الإجهاض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهسؤالي هو أنني في بداية الحمل وعمره الآن حوالي ثلاثة أسابيع ولكن عندي ثلاثة أطفال أكبرهم 4 سنوات والثاني 3سنوات والثالث سنة واحدة ولا أدري هل يجوز إسقاط هذا الحمل الذي هو في بدايته حيث إن أطفالي الثلاثة مازالوا صغاراً وأنا لا أستطيع في الوقت الحالي السيطرة على هؤلاء الصغار حيث إن تربيتهم تحتاج إلى جهد كبير وأنا لا أقصد الجهد المالي فنحن والحمد لله حالنا ميسور ولكن لم أكن في انتظار هذا الحمل إلا بعد أن تتم صغيرتي ذات العام الواحد على الأقل عامين وأنا لا أمانع في الحمل ولكنني حملت في أولادي الثلاث دون راحة لبدني ونحن نقيم أنا وزوجي في المملكة وليس معي أحد يساعدني في تحمل هذه المسئولية فهل علي إثم إذا أقدمت على الإجهاض؟ أفتونا مأجورين. وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالإجهاض محرم شرعاً، ولا يجوز الإقدام عليه، وإن كان قبل نفخ الروح في الجنين، أي قبل مائة وعشرين يوماً، لأن هذا من باب إهلاك النسل، وقد عدَّ الله ذلك من الفساد في الأرض، قال تعالى: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (البقرة:205)
وهذه النطفة التي استقرت في الرحم آيلة إلى التخلق، ومهيأة لنفخ الروح.
وكان بإمكان السائلة إن احتاجت إلى أن تنظم النسل أن تتخذ من الأسباب ما يمكنها من الولادة بعد سنتين أو أكثر من الولادة السابقة، أما وقد وقع الحمل فلا يحل لها إجهاضه، وليس فيما ذكرت من الأسباب ما يبيح لها ذلك، فالمشقة التي تحصل لها بسبب تربية أولادها أمر طبيعي كتبه الله تعالى على الأمهات، وحض الأبناء على البر بهن مذكراً لهم بهذا العناء فقال: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً (الأحقاف: من الآية15) ، فاتق الله أيتها الأخت واستعيني بالله ولا تعجزي.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني