الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الإحسان في قتل النمل

السؤال

يوجد نمل كثير في المنزل، فأجدة في الأماكن المخصصة للزبالة، وعلى الأرض، ولكن تواجهني مشكلة، وهي: أني حينما أريد تنظيف الشقة بكنسها أجد النمل على الأرض، والنمل يبدو أنه ضعيف، وقد يتأذى بمجرد لمسة واحدة، وأنا أريد أن أحسن القتلة، ولكن النمل كثير. ونفس الحال تنطبق عند وجود النمل بالزبالة وأنا أريد حمل كيس الزبالة لإخراجه؛ فبمجرد لمس الكيس بيدي أو بعصا سيتأذى النمل، وأنا لا أريد تعذيبه، ولكن النمل كثير. ونفس الحال تنطبق على المياه التي تأتي على النمل، فأنا -مثلًا- أريد غسل يدي من الصنبور، وأجد المياه التي تتناثر تأتي على النمل، أو أجد نملًا قد أتى داخل المياه الموجودة في كوب أو إناء مثلًا، فهل أنشغل بقتل هذا النمل نملة نملة وهو في المياه كي لا يتأذى؟
والخلاصة: إني أريد أن أجمع بين حسن القتلة، ولكن النمل كثير، فأرجو التوضيح ماذا أفعل؟ مع العلم أني قرأت في الفتاوى على موقعكم بخصوص أن أحسن القتلة وإذا كان يؤذي، ولكن سؤالي عن شيء واقعي، فأرجو التفصيل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن تعلم أولًا أنه قد ورد النهي عن قتل النمل، ويستثنى من ذلك ما كان مؤذيًا؛ لما رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه سلم- عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد".

قال الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله- في مجموع فتاواه: ما نهى عن قتله فهذا لا يقتل لا في الحل ولا في الحرم، مثل: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد. فهذا لا يقتل لا في الحل ولا في الحرم، إلا إذا آذى؛ فإنه يدافع بالأسهل فالأسهل، فإن لم يندفع إلا بالقتل قتل. انتهى.
وأما عن كيفية الإحسان في قتل النمل المؤذي: فيكون بأي وسيلة ممكنة ليس فيها تعذيب, وقد سئل الشيخ/ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب عن كيفية قتل بعض الحيوانات والحشرات، فقال -رحمه الله-: يجب أن يسلك أسهل طريق يحصل به الموت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة). انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني