الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة تشرب الدواء وهي حامل فيسقط ولدها

السؤال

إن القلب ليفرح أن فتح الله عز وجل علينا بهذه الوسيلة السريعة ومن قبل كانت تضرب آباط الابل للاستفتاء أئمتنا بارك الله فيكم امرأة تسأل: مرضت مرضا عاديا أثناء حملها واقترح عليها السنامكي للعلاج ورغبها زوجها في تناوله وكانت تظن أن السنامكي ربما يؤذي جنينها، لكن بعد ترغيب زوجها في تناوله وأنهم قالوا له إنه لا يضر شربت منه، ومرت أيام وأسقطت جنينها، وهي الآن في حيرة شديدة من أمرها إذ هي تظن أنها تسببت في الإسقاط بشربها للسنامكي وليست على يقين من أن السنامكي هو السبب، وهي الآن تسأل ما هو وضعها الشرعي الآن هل من أحكام واقعة عليها، ماذا تفعل، أفتونا مأجورين واشفوا صدور قوم مؤمنين،عاجلا عاجلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن المرأة إذا شربت دواء من أجل الإسقاط، أو شربته ولو لغير الإسقاط مع علمها بأنه يسقط استناداً على التجربة أو خبر طبيب فأسقط، فإن فعلها هذا يعد خطأ، وتلزم منه دية الجنين على عاقلتها، ولا يسوغ هذا الفعل ترغيب الزوج أو غيره.
أما إذا لم تعلم المرأة بأن هذا الدواء يسقط وشربته، فلا شيء عليها ولاعلى عاقلتها، ففي مواهب الجليل: وسئل مالك عن المرأة تشرب الدواء وهي حامل فيسقط ولدها أترى عليها شيئاً؟ قال: ما أرى به بأساً إذا كان دواء يشبه السلامة فليس به بأس إن شاء الله.... انتهى.
ولتحديد دية الجنين وما يلزم من تسبب في إسقاط الجنين تراجع الفتوى رقم: 9133، والفتوى رقم: 20779.
مع العلم بأن من شروط لزوم دية الجنين العلم بأن الجناية من الضرب أو شرب الدواء هي التي أسقطته، قال ابن قدامة في الكافي: وإنما يجب ضمانه إذا علم أنه مات من الضربة وسقط بها، بأن تلقيه عقب الضرب أو تبقى متألمة إلى أن تلقيه، فيموت عقب وضعه أو يبقى متألما إلى أن يموت. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني