الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في معرفة جنس المولود بطريق الجهاز الطبي

السؤال

السلام عليكم الطب الحديث يوفر إمكانية التعرف على جنس المولود( ذكر أم أنثى )خلال أشهر الحمل, فما حكم ذلك شرعا مع الدليل هل هو ( حرام,مكروه,جائز) ؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلا حرج في معرفة المولود ذكراً هو أم أنثى؟ ولا يعارض ذلك قوله تعالى: ( ويعلم ما في الأرحام ) [ لقمان :34] فإن الله تعالى يعلم ما في الأرحام أذكر هو أم أنثى؟ أصبيح أم قبيح أصالح أم طالح شقي أم سعيد وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) [الرعد: 8] وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود مرفوعا: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي وسعيد ثم ينفخ فيه الروح" فعلم الله تعالى بخبر المولود سابق على قرار الجنين في بطن أمه وقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) [الأنعام: 59] قال : وكذلك قول الطبيب إذا كان الثدي الأيمن مسود الحلمة فهو ذكر وإن كان في الثدي الأيسر فهو أنثى وإن كانت المرأة تجد الجنب الأيمن أثقل قالوا أنثى وادعى ذلك عادة لا واجبا في الخلقة لم يكفر ولم يفسق أهـ . ومع تقدم الطب في علمه وآلاته ثبت أن الحالة التي يمكن فيها معرفة نوع الجنين هي حالة الازدياد، لأن النطفة تمر بمرحلتين: مرحلة الغيض ومرحلة الازدياد، قال تعالى: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) [الرعد:8] والذي احتفظ الله بعلمه هو حالة النطفة في مرحلة الغيض، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمسة، لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " والمحجوب عن علم غير الله هو الغيض، وهذا ما ذكره قديما الإمام ابن كثير وأقره الطب اليوم، وللشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله كلام قيم، وما ذكرناه هو خلاصة له.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني