الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرخصة في النطق بالكفر للمكره للمطمئن بالإيمان

السؤال

تأتيني أفكار أحيانا أنه لو فرضنا أني خيرت بين أن أكفر، أو ألقى في عذاب، سأختار الكفر، وهذا ليس وسواسا، فأنا هكذا فعلا.
فهل أعتبر بذلك كمن نوى الكفر؟
والرجاء أن تجيبوني على أني شخص غير موسوس.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أن الوسواس خاصة في هذا الباب، متمكن منك تمكنا عظيما، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس ومدافعتها، وعدم الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وأنت على خيرٍ، ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.

وأما ما ذكرته، فليس من الكفر في شيء، فلو فرض أنك تعرضت للتعذيب، فتلفظت بكلمة الكفر والحال هذه، فأنت مُكرَه، فلا إثم عليك أصلا، إذا كان قلبك مطمئنا بالإيمان، وذلك لقوله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}.

فالخطب سهل، فلا تشق على نفسك، ولا تحملها ما لا تطيق، وأنت بحمد الله على الإسلام، محب له، راض به، غير مؤثر سواه عليه، فدع عنك الوساوس، ولا تبال بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني