الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يقال في جواب "هل" في قوله تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ"؟

السؤال

قال الله: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" وفي تفسير الجلالين ذكروا أن هل بمعنى ما، فلو كنا نريد الإجابة عن هذا السؤال، فهل يكون الجواب بنعم أم لا؟ يعني نقول: نعم جزاء الإحسان إلا الإحسان، أو لا جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كلمة: هل ـ في هذه الآية بمعنى ما، يقول القرطبي في تفسيره مبينًا معاني هل: وبمعنى ما في الجحد، كقوله تعالى: فهل على الرسل إلا البلاغ ـ و: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ـ قال عكرمة: أي هل جزاء من قال: لا إله إلا الله إلا الجنة ـ ابن عباس: ما جزاء من قال: لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة. انتهى.

وعليه؛ فعند الجواب عن السؤال الوارد في هذه الآية يقال مثلًا: نعم لا جزاء للإحسان إلا الإحسان, لأن كلمة: نعم ـ من أدوات الجواب, وتأتي لتصديق الاستفهام الذي سبقها, فتبقيه على حاله: من إثبات, أو نفي, والاستفهام في هذه الآية مشتمل على إثبات أمر معين, وهو حصر مجازاة الإحسان بالإحسان, جاء في شرح المفصل لابن يعيش: وأما: نعم ـ فإنها تبقي الكلام على إيجابه ونفيه؛ لأنها وضعت لتصديق ما تقدم من إيجاب أو نفي، من غير أن ترفع ذلك وتبطله، مثاله إذا قال القائل: أخرج زيد ـ وكان قد خرج، فإنك تقول في الجواب: نعم ـ أي: نعم قد خرج، فإن لم يكن خرج، قلت في الجواب: لا ـ أي: لم يخرج. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني