الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للعامل الحق في غير الأجر المتفق عليه

السؤال

مشكلتي تكمن في أني أعمل في مقهى مدة 12 ساعة في اليوم بثمن زهيد جدا (ثمن قنينة غاز كبيرة) ودخل المقهى كبير جدا، وجميع العمال كما قالوا لي يأخذون حقوقهم مع العلم بأن صاحب المحل رجل ذو نفوذ كبير لا يمكن للعمال أن يأخذوا منه حقوقهم القانونية التي أعطاهم إياها القانون، رغم المحاولات القانونية لاسترجاع الحقوق المفقودة التي كانت نهايتها فاشلة لنفوذه القوي، ومن نتائجها طرده لبعض العمال، وليكن في علمكم أن صاحب المحل ذو دخل كبير جدا يقدر بالملايين، فهل يحق لي أن آخذ حقي بيدي كبقية العمال؟ مع العلم بأن متطلبات الحياة كثيرة وفرص العمل قليلة أو شبه منعدمة، ولا بد من واسطة للعمل في مكان آخر، وشكرا لكم، وأسألكم أن تدعوا لي الله بالتوفيق والرزق الحلال في دعائكم، وأن تردوا علي في أقرب الآجال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن العامل ليس له الحق في غير أجره الذي وقع العقد والاتفاق عليه، قليلاً كان أو كثيرًا، فمن رضي بأن يعمل ولو بدرهم واحدٍ فعليه أن يقتنع به ولا يمد يده إلى غيره، وكون الطرف الآخر أمواله كثيرة أو ظالمًا لا يسوغ سرقة ماله ولا أخذ شيء منه إلا برضاه. كما أن سرقة الآخرين وتعديهم على مال الغير لا يبرر للمسلم أن يكون مثلهم، بل الواجب في حق المسلم هو التقيد بالتكاليف الشرعية أمرًا ونهيًّا، أحسن الناس أم أساءوا، ففي سنن الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا. ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا. نسأل الله عز وجل للجميع التوفيق. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني