الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: "من حفظ القرآن خمسًا خمسًا لا ينساه"

السؤال

كيف أحفظ القرآن دون نسيان؟ حيث وجدت ذات مرة حديثًا يقول: من حفظ القرآن خمسًا خمسًا، لا ينساه، وسيستغرق هذا ثلاث سنوات ونصفًا، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى أن يوفقك لحفظ كتابه, وأن يثبّته في قلبك, وأن يرزقك التوفيق, والسداد.

وعن كيفية حفظ كتاب الله تعالى، فننصحك بالالتحاق بأحد المراكز المتخصصة في هذا المجال, وراجع المزيد عن هذا الموضوع في الفتوى رقم: 65084.

وعن العوامل المساعدة على تثبيت الحفظ, وعدم النسيان، راجع الفتوى رقم: 62200.

أما الحديث الذي أشرتَ إليه, فإنه لا يثبت, بل وصفه بعض أهل العلم بكونه موضوعًا, أو ضعيفًا، يقول السيوطي في كتاب الإتقان: ومن طريق ضعيف عن عليّ قال: أنزل القرآن خمسًا خمسًا، إلا سورة الأنعام، ومن حفظ خمسًا خمسًا، لم ينسه. انتهى.

وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: قول علي -رضي الله عنه- لأبي عبد الرحمن السلمي، لما قرأ عليه القرآن، فأخذ خمس آيات. فقال: حسبك. هكذا أنزل القرآن خمسًا خمسًا. ومن حفظه هكذا لم ينسه. إلخ. قال في الميزان: موضوع. انتهى.

واعلم أن من سار على الدرب وصل إلى مبتغاه، فالمرء ما دام له ورد ثابت يحفظه كل يوم، ولو كان خمس آيات، أو أكثر، أو أقل، ففي النهاية سيختم القرآن -بإذن الله تعالى- طال أمد الحفظ أم قصر، ويكفي الحافظ لكتاب الله تعالى شرفًا ما جاء في هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح، وكذلك قال الألباني: حسن صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني