الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية السقط الذي يشفع لأمه

السؤال

أنا سيدة وعمري ثلاثون سنة فقدت الجنين في الشهرين الأولين هل يشفع لي يوم القيامة؟ وهل يوجد دعاء يرجى قبوله؟
آمل إرسال جوابي على بريدي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى أحمد وابن ماجه واللفظ له وصححه الألباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. ولكن هذا مقيد بسقط نفخ فيه الروح، ولا يكون ذلك إلا بعد مرور مائة وعشرين يوماً، كما ورد في الحديث الشريف الذي في الصحيحين وعليه اتفق الفقهاء، قال الحافظ ابن حجر: اتفق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر. وبذلك صرح الأطباء المختصون. وأما قولك "هل يوجد دعاء يرجى قبوله" فالجواب أن أي دعاء توافرت شروطه وانتفت موانعه يقبله الله تبارك وتعالى ويثيب عليه، وقد تقدمت شروط إجابة الدعاء في الفتوى رقم: 11571. ونذكرك بأنه ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها من خطاياه، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها. وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وهذا مشروط بالصبر والاحتساب وعدم الجزع والاعتراض على قضاء الله وقدره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني