الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يفعل من شعر أنه يصيب الناس بعينه؟

السؤال

كانت أمي في حلقة، واتهمتها إحدى الأخوات أنها حسدتها مرارًا، فأصبح في قلب أمي خبيئة منها، وفي موقف ما، تمنت لها السوء دون قصد، ثم لما علمت بمرضها، أرسلت لها الماء، ومن يومها وهي تشعر أنها تصيب الناس بعينها، دون قصد أذى للشخص، رغم أنها تكره هذا الأمر جدًّا، فكيف تتوب من هذا الذنب؟ وهل يلزم من حدوثه مرة، أن يصبح ملازمًا للإنسان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمجرد شعورها بأنها تصيب الناس بعينها، إن لم يكن له حقيقة في الواقع، فلا ينبغي أن تلتفت إليه، فقد يصبح مرضًا يصعب عليها التخلص منه، والأصل براءة الذمة.

وإن تبين لها أنها تصيب بعينها حقيقة، فلتجتهد في مجاهدة نفسها في البعد عن ذلك، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

وإن رأت ما يعجبها، فلتفعل ما جاءت به السنة الصحيحة، ومنها قول: تبارك الله، أو ما شاء الله، ففي الحديث الذي رواه أحمد، وابن ماجه، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة، بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم، ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أدرك سهلًا صريعًا. قال: (من تتهمون به؟) قالوا: عامر بن ربيعة. قال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء، فأمر عامرًا أن يتوضأ، فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، وركبتيه، وداخله إزاره، وأمره أن يصب عليه. وفي رواية أحمد: ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس، ليس به بأس.

فالأمر يسير، والتخلص من ذلك ممكن -بإذن الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني