الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحافظة على التوبة.

السؤال

لقد تعرضت للملامة من قبل بعض الناس عندما قررت ترك سماع الأغاني والرقص والتشبة بالكافرات في لباسهن ، فهل تسرعت في قراري؟ مع العلم أني مازلت أتخبط في طريق التوبة ، وأريد بعض الادلة لأرد على نظرات المستهزئين من قراري .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي فعلته هو الصواب ، حيث قمت بترك ماضيك وهجره إلى غير رجعة إن شاء الله ، وليس في هذا أي تسرع أو تخبط ، بل هذا هو الأصل الذي كان ينبغي أن تفعليه ، وقد وفقت لهذا ولله الحمد.
خير ما أوصيك به في هذه الفترة أن تحمدي الله على نعمة الهداية ، عليك أن تعلمي أنها نعمة لو قورنت بالدنيا وما فيها لكانت خيراً منها ، ولعلك الآن تشعرين بالبون الشاسع بين حياة الضياع والتفلت والبعد عن الدين ، وما يصاحب ذلك - في الغالب - من قلق وهم واضطراب وضيق في الصدر، وبين الحياة الأخرى وهي حياة الصلاة والقرآن والدعاء والبكاء من خشية الله ، فلا تلتفتي إلى هؤلاء المستهزئات ، فالله معك .
ثم إن عليك الابتعاد عن هذه الرفقة السيئة تماماً واستبدالها برفقة طيبة صالحة تعينك على الخير الذي أنت فيه ، كما أوصى ربنا نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: ( واصبر نفسك مع الذي يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ) [ الكهف: 28].
وإياك والدخول معهم في أية مناقشات في الفترة الحالية ، لأنك ما زلت في بداية الطريق ، وحاجتك إلى الأمور المعينة على الثبات أولى وأهم من مناقشة أمثال هؤلاء النسوة هداهن الله . وننصحك بأن تكثري من قراءة القرآن وبالمحافظة على الأذكار وعلى الصلوات في أوقاتها ، وأن تكثري في السجود هذا الدعاء : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك " ، ومن الأدعية المهمة لك: " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير ، واجعل الموت راحةً لي من كل شر" .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني