الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى بول الشيطان في أذن النائم عن الصلاة

السؤال

هل حقًّا يبول الشيطان في أذن الشخص؟ وأليس بوله نجاسة ويجب غسلها؟ وكيف نعلم ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أخرج البخاري، ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة، فقال: «بال الشيطان في أذنه».

وقد اختلف في معنى بول الشيطان في أذن النائم عن الصلاة هل حقيقة، أم إنه كناية وليس حقيقة، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: واختلف في بول الشيطان، فقيل: هو على حقيقته. قال القرطبي، وغيره: لا مانع من ذلك؛ إذ لا إحالة فيه؛ لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح، فلا مانع من أن يبول.

وقيل: هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر.

وقيل: معناه: أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل، فحجب سمعه عن الذكر.

وقيل: هو كناية عن ازدراء الشيطان به.

وقيل: معناه أن الشيطان استولى عليه، واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول؛ إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه.

وقيل: هو مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم، كمن وقع البول في أذنه، فثقل أذنه، وأفسد حسه، والعرب تكني عن الفساد بالبول، قال الراجز:

بال سهيل في الفضيخ ففسد.

وكنى بذلك عن طلوعه؛ لأنه وقت إفساد الفضيخ، فعبر عنه بالبول. اهـ.

وعلى القول بأن البول على حقيقته، فإننا لم نطالب شرعًا بتطهير ذلك، وقد ذهب جمع من العلماء إلى طهارة بول الجنّ، استدلالًا بظاهر هذا الحديث، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 130931.

والذي يراد من المسلم العلم به من خلال هذا النص النبوي، هو التنفير من هذا الفعل الذي يفوت عليه الخير الكثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني