الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كانت تأكل من ثمار بيوت لا تعرفها وتريد إبراء ذمتها

السؤال

أعاني من خوف دائم من مسألة الحلال والحرام، أنا الحمد لله ملتزمة جدا، وأتحرى الحلال، وأبتعد عن الحرام، لكن يأتيني كل فترة سؤال: كنا سابقا نقطف الثمار من بيوت لا نعرفها، والآن صعب الوصول إليهم، لأرد لهم ثمن الثمار، أو أطلب المسامحة. وغيرها الكثير ليست سرقة -لا سمح الله- ففي حياتي كلها لم أسرق المال الحمد لله، ولا عمري أخذت شيئا بغير حق من أحد، وإنما هو وسواس يصاحبني أنني سأدخل النار إن لم أذهب لهؤلاء الناس، وأخبرهم أنني أقطف ثمارهم، علما أنه من الصعب الوصول إليهم حاليا.
هل من الممكن أن يتبرع الإنسان كل فترة، وينوي بذلك إبراء الذمة؟ فمن الممكن أن يخجل الإنسان من أن يقول لهذا الشخص أخذت منك شيئا، ليس مالا أو سرقة، وإنما أشياء قد تكون بسيطة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله للسائلة تحريها في أمر الحلال والحرام، وزادها على الخير حرصا.
وبخصوص ما سألت عنه، فإنا نخشى أن يكون ذلك من أثر الوسوسة، أو من التكلف المذموم؛ فالغالب أن الناس يتسامحون في الأكل من ثمار أشجار البيوت والبساتين، وقد جاءت الرخصة الشرعية في ذلك بضوابطها، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 17384، 67281، 132187.
وعلى أية حال، فما دام الوصول إلى أصحاب هذه الثمار أمر مستصعب، فلا ينبغي للسائلة أن تتعمق في التفكير في هذه المسألة. ويكفيها أن تفعل ما أشارت إليه من التبرع، أو التصدق عنهم بقصد إبراء ذمتها، والاحتياط لدينها، ولكن من دون تكلف زائد، وتحريج على النفس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني