الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقاء المرأة مع الزوج المبتدع المتهاون بالصلاة تحت ضغوط الأهل

السؤال

أنا فتاة عمري 28 عامًا، خُطبت لشاب لم أكن أعرفه من قبل، عمره 36 عامًا، وبعد الخطبة وجدت عنده ميولًا للصوفية، وأنا لا أحب ذلك، كما أنني لا أميل إليه، فأردت فسخ الخطبة، ، ولكن أهلي رفضوا؛ لأنهم يرون أنه شاب محترم، ومتدين، وطيب، وأنني كبرت في السن، رغم أن شكلي أصغر من سني كثيرًا، فصبرت، وكنت أتناقش معه، وكان دائمًا ما يقول: إنه ليس صوفيًّا، وإنه إنسان مثقف محب للقراءة، ولكنني ما زلت غير مقتنعة به، ولا بشخصيته، ولا بطريقة تفكيره.
حاولت كثيرًا فسخ الخطبة، وكنت أقول: إنني غير مقتنعة به، ولا أطيقه، ولكنني فشلت في فسخها، وتزوجته تحت محاولات ضغط وإقناع من أهلي من أنني لن أجد مثله.
وقد تزوجته منذ 5 أشهر، وخلال هذه المدة اكتشفت أنه صوفي فعلًا، ولكنه ينكر بسبب الخوف من المتشددين، كما وجدت أنه غير حريص على الصلاة أصلًا.
حاولت أن أتقبله، ولكني وجدت أنه غير ما كان يدعيه أثناء الخطبة من التزام، ومسؤولية، وثقافة، فهو إنسان سطحي جدًّا، غير مسؤول، يحكي كل شيء لوالدته، وحصلت مشاكل كثيرة بسبب ذلك، ومنع والدي من دخول بيتي؛ لأنه دافع عني، مع العلم أن والدتي متوفاة.
أنا الآن أشعر أني أعيش في كابوس، وليس هذا هو الشخص الذي أريده زوجًا لي، وأنا لا أطيق حتى أنفاسه، وأهلي يقولون لي: اصبري، وأنا غير قادرة على التحمل، غير متخيلة أنه يمكن أن يكون عندي أولاد منه يربطونني به مدى الحياة.
أتمنى الموت كثيرًا؛ كي لا أعيش هذا الإحساس، وأريد الطلاق، وأهلي خائفون من نظرة الناس، ويقولون لي: هذا نصيبك.
وأنا لا أريد أن أغضب الله، لكني فعلًا أكرهه، ولا أطيقه، ولا أراه زوجًا لي، وأدعو الله أن يخلصني من هذا الزواج، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالزواج ليس بالأمر الهين، بل هو حياة طويلة تحتاج إلى التأسيس لها، وتحصيل ما يرجى معه النجاح.

ومن ذلك: حسن الاختيار، وتحري صاحب الدين والخلق؛ عملًا بالتوجيه النبوي في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.

وما كان لأهلك الإصرار على أمر الخطبة والزواج قبل تبين حال هذا الرجل؛ لأنه إذا تبين وجود شيء من الخلل في دينه، أو خلقه، سهل فسخ الخطبة، فذلك أهون من أن يعقد العقد، ويحتاج الأمر إلى الطلاق.

أما وقد حصل ما حصل، فينبغي أن يسلط عليه بعض أهل العلم والخير، ليناصحوه في أمر التصوف، وما يعتريه من انحراف، وكذلك أمر الصلاة، وخطورة التفريط فيها: فإن استقام أمره، وصلح حاله، فذاك، وإلا فينبغي أن تسعي في سبيل فراقه.

وليس لأهلك إلزامك بالبقاء في عصمته، قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.

وطاعة الوالدين إنما تجب في المعروف، وليس من المعروف أن يلزموك بما فيه ضرر عليك، وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى: 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني