الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحذير من الطعن في نسب الأكراد وتنقصهم

السؤال

أشكركم على مجهودكم، وأرجو منكم بيان صحة ما يلي:
ذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الأكراد جيل الجن كشف عنهم الغطاء! وإنما سموا الأكراد لأن سليمان عليه السلام لما غزا الهند، سبى منهم ثمانين جارية وأسكنهم جزيرة، فخرجت الجن من البحر فواقعوهن، فحمل منهن أربعون جارية، فأخبر سليمان بذلك فأمر بأن يخرجن من الجزيرة إلى أرض فارس، فولدن أربعين غلاماً، فلما كثروا أخذوا في الفساد وقطع الطرق، فشكوا ذلك إلى سليمان فقال: أكردوهم إلى الجبال! فسموا بذلك أكرادا.
محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني - ص 160

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فهذا الكلام المذكور كذب محض، ولا وجود له في شيء من كتب السنة ودواوينها، وسياقه أقرب إلى الخرافات والأوهام.
والأكراد كغيرهم من بني آدم، والمسلمون منهم إخوة لنا في الدين، وقد كان منهم القادة الأبطال الذين نفع الله بهم الإسلام والمسلمين؛ كصلاح الدين الأيوبي، فإنه من أسرة كردية كريمة المنبت -رحمه الله تعالى-.

وكان منهم العلماء الكبار كأبي عمرو بن الصلاح صاحب "المقدمة في علوم الحديث" ووالده العلامة المفتي الصَّلاَحُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُثْمَانَ، وغيرهم كثير من المحدثين والفقهاء واللغويين، ولا يزال الخير في الأكراد إلى يومنا هذا.

فالطعن في نسبهم، وتنقصهم، والقول بأنهم من الجن لا من الإنس، كل هذا من الباطل، ولا يجوز بحال.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني