الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان عميق في الكفر داع إليه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الشيطان كافر، إنه سؤال غريب ولكننا جميعا نعرف أن الكافر لا يعترف بالله ولا يخشاه ولكن الشيطان يعلم أن الله موجود ورآه ويخشاه أيضا، فأرجو أن تجيبوا عن السؤال؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنه ينبغي التنبيه على عدة أمور: أولاً: أن الشيطان متصف بأشد أنواع الكفر، وهو كفر العناد والمكابرة، فهو على علم باستحقاق الله تعالى لأن يفرد بالعبادة، لكنه كفر بذلك عن امتناع، قال الله تعالى: وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء:27]. والملاحظ وصفه في الآية بصيغة المبالغة تنبيها على تعمقه في الكفر، كما أن الله تعالى وصفه بأنه داعٍ إلى الكفر والمعاصي، كما قال الله تعالى: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [الحشر:16]. وقال الله تعالى: إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]. ثانياً: أما قولك إن الكافر لا يعترف بالله، فهذا ليس صحيحاً، فإن أكثر الكفرة يقرون بالله، فقد ذكر الله تعالى إقرار المشركين، لله تعالى بتوحيد الربوبية، حيث قال: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزمر:38]. وفي الآية الأخرى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87]. قال ابن كثير في تفسيره عند الآية الأولى: وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الألوهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية، وقد كان المشركون يعترفون بذلك، كما كانوا يقولون في تلبيتهم: ليبك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك. انتهى. ثالثاً: إن الشيطان لم ير الله تعالى لأن رؤية الله تعالى في الدنيا غير واقعة شرعاً، كما في الفتوى رقم: 2426. رابعاً: أن الشيطان لا يخشى الله حق الخشية، وإلا لأطاع الله تعالى واستجاب لأمره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني