الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يمنع الخاطب مخطوبته من دفع اتهامات حماتها

السؤال

فتاة مخطوبة تعيش حياةهانئة مع خطيبها، إلا أنّ والدة خطيبها (الحماة) مؤذية إلى حدٍّ ما، بمعنى أنها تفتري أمورا وأقوالا لم تحدث من الأساس على الفتاة، مع العلم أن الحماة في وجه الفتاة لا تظهر شيئا، والحماة تدّعي لولدها حدوث أمور لم تحدث.
على سبيل المثال: تقول لولدها خطيبتك كذا وكذا، أو تقول الفتاة كلمة عفوية، فتجعل منها الحماة تحليلا ونكدا، وانتقادا للفتاة أمام ولدها دون إخبار الفتاة بذلك، والراجح أنها تفعل مثل هذه الأمور لغيرة في قلبها. والله أعلم، بحيث أنها في أكثر من موقف تقول الحماة لزوجها لِمَ لا تعاملني كما يعامل ابنك خطيبته؟ وكثيرا ما تنهى ولدها عن إكرام خطيبته!
الآن الخطيب يمنع خطيبته من مراجعة والدته في الكلام الذي تدّعيه وتحلله، والفتاة تشعر أنها ظلمت لأنها لا تسطيع مواجهة الحماة، ورد الكلام الذي يقال عنها، وهي تفتري عليها ما لم يُفعل أو يقال، ومراجعتها بمعنى إخبارها أن مثل هذا الكلام لم يقل، فكيف جاءت به؟ ولم يكن القصد من بعض الكلام كذا و كذا، وكما قلت الخطيب يمنع خطيبته من مراجعة والدته؛ لكي لا يقع في صدام مع والدته.
مع العلم أن الخطيب في بادئ الأمور لم يكن يكترث لكلام والدته، ولكن مع مرور الوقت أصبح يتأثر إلى حد ما؟
هل يأثم الخطيب على منعه مخطوبته من رد مثل هذا الظلم، والقول المفترى بمراجعة والدته لكي لا يصطدم معها أم أنه من حقه؟
وهل على المخطوبة أن تتحمل ظلم الحماة لها أم ماذا عليها أن تفعل في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنود أن ننبه أولا إلى أن ما بينك وبين هذا الرجل إذا كان مجرد خطبة، فلا تزالين أجنبية عليه، فالواجب أن يكون التعامل بينكما على هذا الأساس، حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي، وانظري الفتوى: 206107.

وإذا ثبت أن أم خاطبك تتهمك ببعض الأشياء بغير وجه حق، فإنها مسيئة في ذلك، ومن حقك الدفاع عن نفسك، ودفع التهمة عنها، وانظري الفتوى: 79951. وهي متضمنة للكيفية التي يمكن للمسلم أن يدفع بها التهمة عن نفسه، وهي المصارحة؛ كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابيين.

فراجعي هذه الفتوى ففيها نقل لكلام حسن للإمام النووي في كتابه الأذكار.

فإذا تيقنت أو غلب على ظنك اتهامها لك فلك مواجهتها بذلك، وليس لخاطبك منعك من ذلك، ولا بأس بأن يشير عليك بتركه على سبيل النصح، وليس عليك أن تتحملي منها هذه التصرفات، ولكن ينبغي أن تراعي المصلحة في ذلك، فإن غلب على ظنك أن مفسدة ذلك أعظم، فخير لك تركه، ولك بيان حقيقة الأمر لمن بلغته هذه التهمة.

وينبغي لخاطبك أن يدافع عنك، ويناصح أمه، ففي ذلك نصر لك ولها، روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا، كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نصره.

وننصح بأن يتعامل كل منكما مع الأمر بحكمة وروية، ومحاولة مداراة هذه الأم، والاجتهاد في كسب ودها بالكلمة الطبية أحيانا، أو بالهدية ونحو ذلك مما يمكن أن يطيب خاطرها، فحصول مثل هذه المشاكل في بداية المشوار قد يكون سببا في فشل الحياة الزوجية، والفراق بين الزوجين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني