الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكتابة عن الألعاب الإلكترونية دون التحذير مما قد يكون فيها من مخالفات

السؤال

قمت بإنشاء كتاب حول العلاقة الزوجية، وتقريب المسافة بين الزوجين من وحي خبرتي في هذا الأمر، وأسأل الله أن يكون هذا الكتاب نافعا. سؤالي هو أنني في أحد المواضيع بالكتاب أتحدث عن وجوب مشاركة الزوجة اهتمامات زوجها، بدلا من محاربتها، فمثلا إذا رأت الزوجة أن زوجها يحبّ السيارات ومهتم بأنواعها، من الجيّد أن تتفقه قليلا بأمر السيارات حتى تتحدث معه بما يحبّ؛ فهذا له دور في تقريب المسافات بينهما وزيادة حبه لها.
طرحت أيضا مثالا آخر في الكتاب وهو الألعاب الإلكترونية، حيث إن الزوجات يتشاجرن مع أزواجهن كثيرا حول لعبهم بالألعاب الإلكترونية. والمشكلة أن الأزواج عادة لا يتركون اللعب أبدا بسبب العناد، ولأن كل ممنوع مرغوب. وبناء على هذا طرحت ثلاث طرق للتعامل مع الأمر من قبل الزوجة في كتابي:
الأول: أن تلعب معه باللعبة، فتخلق أجواء حماسية بينها وبين زوجها، وتقترب منه.
الثاني: إذا لم تحب هذا النوع من الألعاب، يمكنها أن تحضر كوبين من القهوة مثلا، وأن تجلس إلى جانبه، وربما تتحدث معه عن اللعبة. وتقوم بتشجيعه ضد خصمة في اللعبة، وتعيش معه أجواءه على أنها مهتمة بالأمر.
أما الثالث فهو: على الأقل أن تتركه يمارس هوايته قليلا (طالما أن الأمر لا يؤثر على قيامه بمسؤولية ضرورية اتجاه المنزل، ولا يلهيه عن شيء ضروري وطارئ) وتلتهي هي عنه في هذا الوقت لتمارس أي شيء تحبه.
ثم بعد أن نشرت الكتاب وبيع منه عدد قليل من النسخ، قرأت في موقعكم عن أن الألعاب الإلكترونية يباح اللعب بها، على أن تكون خالية من المحاذير الشرعية.
سؤالي: هل ما كتبته في الكتاب دون لفت الانتباه لموضوع المحاذير الشرعية، يقع فيه شيء من الإثم عليَّ؟ وإذا كان هناك إثم هل أقوم بالتعديل وإعادة النشر (علما أن الكتاب إلكتروني وإن شاء الله يسهل التعديل)؟ وإذا كان فيه شيء من الإثم. فما هو الحكم بخصوص النسخ التي تمّ بيعها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا إثم عليك -إن شاء الله- في الكتابة عن الألعاب الإلكترونية دون التحذير من محاذيرها الشرعية، فالأصل أنّ المسلم إذا ذكر عملاً أو معاملة، فإنّها تنصرف إلى الصورة الصحيحة المباحة شرعاً.
لكن الأولى بكل حال التنبيه إلى اجتناب المحاذير الشرعية في الألعاب وغيرها، والإحالة على كلام أهل العلم في هذه الأمور. وأيضاً التنبيه إلى أهمية المحافظة على الأوقات، وعدم إهدارها فيما لا ينفع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني