الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجهاض الجنين المشوَّه قبل نفخ الروح فيه

السؤال

أنا متزوجة من ابن خالتي، ونعيش في ألمانيا، ولديّ ولد سليم -ولله الحمد-، عمره 11 سنة، رزقنا به بعد 5 سنوات من الزواج، ثم حملت بعدها بطفل، واكتشفنا أنه مريض بمرض يصيب العظام، يسمى عدم تصنع الغضروف، حيث تصاب كل العظام بالقصر، والتشوه؛ مما يؤدي إلى تجمع سوائل في جسمه، ويسبب الوفاة: إما أثناء الحمل، أو بعد الولادة مباشرة، وفرصة العيش شبه معدومة، وبعد الفحوصات اكتشفنا أننا (أنا وزوجي) نحمل المرض، وفرصة تكراره 25%، وأجهضت الجنين في الشهر الرابع قبل تمام 120 يومًا، حسب فتاوى بعض العلماء.
وبعد عام حملت، وتكرر المرض، وكان الجنين مريضًا، وأجهضت الحمل في الشهر الثالث قبل 120 يومًا، وبعدها لم يحصل حمل حتى مرت 7 سنوات، ولجأنا للحقن المجهري.
واستخرت الله، ودعوته أن يرزقني طفلًا أو طفلة سليمة معافاة، ولكن قدر الله أن يكون جنيني أيضًا هذه المرة مريضًا بنفس المرض، وأنا حزينة جدًّا جدًّا، لكني راضية بما قدر الله لي، وأحمده وأشكره على كل نعمه، وعلى ولدي المعافى.
أنا الآن في حيرة كبيرة، ولا أعرف ماذا أفعل: هل أجهض الجنين، وأعود ليؤنبني ضميري بعد ذلك -مع العلم أن فرصة نجاته شبه معدومة، وإن قدر وعاش، فسيكون بتنفس صناعي، وفي المشافي -والله أعلم- أم أبقي على الحمل إلى أن يشاء الله؟
أنا إنسانة مؤمنة -ولله الحمد والمنة-، وراضية بكل أقدار الله، فأرجو أن تفتوني في أمري -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما أشارت إليه السائلة بقولها: (حسب فتاوى بعض العلماء) هو الراجح، فلا يحرم إجهاض الجنين المشوَّه، قبل نفخ الروح فيه بمرور مائة وعشرين يومًا على حمله، وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي، وراجعي في ذلك الفتويين: 158789، 393838.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني