الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد فراق خطيبها لخشيتها تكرار إصابته بالسحر مجددًا

السؤال

خطبت فتاة، وبعد فترة معينة اتضح أن هناك سحرا قد كان عمل لي وتم علاجه.
والفتاة عانت كثيرا مما حصل لمدة شهر من أحلام وهموم، ومشاكل. وهي الآن تطلب الطلاق خوفا من تكرار الموضوع، حيث إنها مقتنعة أن هذا الشيء يتجدد، وسوف يعاود التكرار.
وقد أكدت لها مرارا وتكرارا أنه تم حله ولن يتكرر. وهي تقول: كيف لي أن أكمل حياتي معك وأنا خائفة من أن يعود، ونحن سوف نكون بعيدين عن أهلنا؟ وإن عاد كيف سوف أتصرف معك حيث أنت، كنت كارهة لك، ولا أرغب فيك وأخاف منك كثيرا في الفترة التي أصابني ما أصابني، ومع العلم أنني أحبك. فكيف لي أن أجعل حياتي تبقى على كف عفريت؟
قلت لها لن يعود الموضوع، ولن يتكرر (أكثر من 100 مرة).
أنا أحب الفتاة وهي تحبني. فكيف لي أن أحافظ عليها؟ وما هو رأي الشرع في عدم الإيمان بقضاء الله وقدره، والإصرار على التفكير السلبي المستقبلي؟
أرجو الإجابة بكل وضوح؛ لأن هذه الإجابة سوف تقرر حياة شخصين إما إكمال الزواج، أو نهايته؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم يتضح لنا من السؤال ما إن كان ما بينكما مجرد خطبة أم عقد زواج؛ لأن الطلاق محله الزوجة، فلا يلحق المخطوبة. والخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين، يجوز لأي منهما فسخها، كما بيناه في الفتوى: 18857.

وأما الطلاق فلا يجوز للمرأة أن تطلبه من زوجها، إلا إذا وجد مسوغ شرعي، وانظر الفتوى: 37112.

وعلى كل تقدير: فإن كان هنالك من يقصد الإضرار بكما، ويريد أن يحول دون إتمام هذا الزواج، أو أن ينكد حياتكما الزوجية، وأنه ربما يكون سعى في هذا السبيل بعمل السحر، فهذا الخوف من هذه الفتاة لا يتنافى مع الإيمان بالقدر، قال تعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ {الشعراء:14}.

ولا بأس بمحاولة إقناعها بالاستخارة في الأمر، وتفويضه لله عز وجل، وأنه إذا تم كان فيه خير لها، ولتستعن بالله -عز وجل- وتحصن نفسها؛ ليكفيها شر الأعداء، ولتستشعر قول الله سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {البقرة:102}، وقوله: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {التوبة:51}.

ويمكنك أن تسلط عليها بعض ذوي الرأي والحكمة، ومن ترجو أن تقبل قولهم ليكلموها في الأمر ويحاولوا إقناعها.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 57129، والفتوى: 80694، ففيهما بعض الأدعية والأذكار التي يحصن المسلم بها نفسه.

وفي نهاية المطاف إن تيسر إقناعها وتم الزواج، فالحمد لله، وإلا فاستعن بالله، وابحث عن غيرها، فالنساء كثير، وأنت لا تدري أين الخير، ففوض الأمر لله، فهو القائل عز وجل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ولمعرفة كيفية علاج العشق انظر الفتوى: 9360.

وإذا رأيت أنك في حاجة إلى مزيد من الاستشارة والتوجيه في هذا الموضوع؛ فراسلنا على هذا الرابط:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني