الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توضيح حول صفات الله تعالى

السؤال

لقد قرأت كثيرا في فتاواكم عن حكم عبادة صفات الله. وقد قلتم إن الله بأسمائه وصفاته إله واحد، وإن كل أسمائه وصفاته داخلة في اسمه (الله) ولكن لم أفهم صراحة ما مقصودكم بذلك؟
هل صفة نزول الله داخلة في ذاته العلية، أي أننا عندما نعبد الله، نعبده بذاته وصفاته معا؟
أرجو أن تبسطوا لي بقدر الإمكان.
وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى الواحد الأحد، له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، فهو متصف بكل صفات الكمال، وصفاته لا توجد قائمة بنفسها متجردة عن الذات، كما أنه ليس ثمَّ ذات مجردة عن صفاتها، وراجعي في ذلك الفتوى: 300526.

ومن يعبد الله تعالى يعبد ذاتا واحدة، متصفة بهذه الصفات، ومسماة بهذه الأسماء، فإذا ناداه أو دعاه، دعاه بأسمائه الدالة على ذاته وصفاته، ولا يدعو صفته مجردة؛ لأن هذا يشعر بأنها مباينة للذات مستقلة عنه. ولكنه في الوقت نفسه يتوسل إلى الله تعالى بصفاته، ويستعيذ بها، ويقسم بها؛ لكونها صفات الله التي لا تنفك عنه. فالممنوع فقط هو دعاء الصفة ونداؤها، بخلاف الاستغاثة والاستعاذة والقسم بها.

وراجعي في ذلك الفتويين: 379288، 239146.
وأمر آخر لا بد من التنبيه عليه في جواب بقية السؤال، وهو أن صفات الله تعالى نوعان:
* ذاتية لا تتعلق بالمشيئة، كعلم الله وقدرته وسمعه وبصره.
* وفعلية تتعلق بالمشيئة، وليست لازمة لذات الله تعالى، كصفة النزول للسماء الدنيا، التي ذكرتها السائلة، وراجعي في ذلك الفتوى: 385183.

ثم إن الذي فهمناه من بقية أسئلة الأخت السائلة، أنها تعاني من الوسوسة، ولذلك فإننا ننصحها بالكف عن التفكير في دقائق المسائل المتعلق بأمر الوسوسة، والإعراض التام عما تجده من الخواطر المشكلة في هذا الباب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني