الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أتى السحرة فهل تنفعه صلاته؟ وهل يجوز الدعاء عليه؟

السؤال

هناك شخص في قرية مجاورة لنا لا يصلي، وينادي على أسماء من دون الله، وغير موجودة في الكتاب والسنة، حتى إنه يكتب ورقًا للناس الذين يذهبون إليه، ويدَّعي أنه يعالج، فإذا ذهب شخص عنده، وأخذ الورق هذا، ثم دخل بيت الله ليصلي صلاه المسلمين، فهل تنفعه صلاته؟ وهل يجوز الدعاء عليه؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر السائل عن هذا الشخص أنه لا يصلي، ثم قال: "ثم دخل بيت الله ليصلي"، فإن كان يعني هذا الشخص ذاته، فقد عارض أول كلامه بأنه لا يصلي.

وعلى أية حال؛ فراجع في حكم الكاهن أو الساحر، وحكم صلاته والصلاة خلفه، الفتويين: 121340، 15453.

وأما إن كان يعني السؤال عمن ذهب إليه، وأخذ منه هذه الأوراق:

فإتيان الكهان والسحرة والأخذ بما يعملونه، منكر عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافًا، فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم. وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافًا، أو كاهنًا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد، وأصحاب السنن، وصححه الألباني.

وعدم قبول الصلاة في هذه المدة، ليس معناه بطلانها، أو وجوب إعادتها، وإنما معناه عدم ثوابها، أو قلته، أو عدم الرضى بهذا العمل، وراجع في ذلك الفتوى: 379498. وراجع في أحكام وأقسام إتيان الكاهن بصفة عامة، الفتاوى: 313726، 340282، 178191، 380845.

وأما الدعاء عليه: فإن كان المقصود هو الكاهن أو الساحر، فلا حرج في الدعاء عليه بما يستحقه.

وأما من يأتيه من الناس، فحقه أن يُنصح، ويُبيَّن له الحق، ويُنهى عن هذا المنكر، شأنه شأن عموم العصاة، فلا يجوز الدعاء عليه بعينه؛ بسبب معصيته تلك، وإنما يدعى عليه إذا ظلم غيره وأذاه، وراجع في ذلك الفتوى: 157321.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني