الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعفاف الزوجة بوطئها من حسن العشرة

السؤال

زوج شاب يكتفي بالاستمناء بيد الزوجة عن الجماع، بشكل شبه يومي، حيث يقوم بالجماع الكامل والوطء تقريبا مرة في الشهر. وهو لديه داء السكري، تم اكتشافه منذ حوالي خمس سنوات، ويأخذ له علاجا. ويقوم بمداعبة الزوجة، والقيام بالاستمناء لها كذلك في بعض أيام الأسبوع حتى يشبعها، ولا يقصر ناحيتها، إلا أنها أحيانا ترغب في الجماع. واذا طالبته الزوجة بالجماع، يكون رده أنه مرهق.
فهل في امتناعه عن الجماع علاقة بمرض السكري، أم أن الاستمناء شبه اليومي، دليل على عدم وجود مشكلة بخصوص المرض، حيث إن الزوج لا يصرح بأية أسباب إلا إرهاقه من العمل، كحال الكثير من الشباب، يكون معظم يومه مشغولا في عمله.
فما هو الرأي من وجهة نظر الطب، ومن وجهة نظر الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما بالنسبة لرأي الطب في مثل هذه الحالة، فيرجع فيه لأهل الاختصاص من الأطباء، فيمكنك الكتابة لقسم الاستشارات بموقعنا على هذا الرابط:

http://consult.islamweb.net/consult/index.php

وأما الحكم الشرعي فيه: فقد ذكر أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يطأ زوجته حسب رغبتها وقدرته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويجب على الزوج وطء زوجته بقدر كفايتها، ما لم ينهك بدنه، أو تشغله عن معيشته، غير مقدر بأربعة أشهر. اهـ.

وكونه يجعلها تستمني بيده ونحو ذلك، لا يعفيه عن القيام بذلك الواجب عند القدرة عليه، فكمال الاستمتاع في الوطء، ولذلك نص عليه العلماء خاصة دون غيره.

وكونه مريضا بداء السكري مع إرهاق العمل، فهذا يمكن أن يكون مؤثرا في هذا الجانب، وأنه لا يستطيع تلبية رغبة زوجته كلما طلبت الوطء، ولكن من يحرص على الاستمناء بيد الزوجة بشكل شبه يومي، يغلب أن لا يكون عاجزا عن وطء امرأته أكثر من مرة في الشهر. فليتق الزوج ربه في زوجته، وليحرص على إعفافها، فذلك من حسن العشرة المأمور به في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا{النساء:19}. وتراجع الفتوى: 54416.
وننصح هذه المرأة بأن تحاور زوجها بالحسنى في ضوء ما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني