الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود طاعة الزوجة لزوجها في شؤون المنزل

السؤال

زوجة متدينة، وتريد طاعة ربها، واتباع شرعه الحنيف، وتسأل عن مفهوم طاعة الزوج، وهل تجب طاعته أيضًا في الأمور التي تراها بسيطة تافهة، ولا تحتاج إلى رأيه؟ مثل تغيير سجادة في المنزل لأسباب يراها هو منطقية، كتعثر الأطفال مثلًا، أو تركيب ستائر حاجبة للضوء في غرفة نومهما مثلًا؛ بدعوى أنه لا يستطيع النوم في ضوء النهار، وأنه كثيرًا ما يسهر ليلًا؛ لأنه يعمل بنظام المناوبات، فكثيرًا ما يعلو صوتها عليه، وتنشأ مشاكل كبيرة جدًّا؛ بسبب إصراره على أمور مشابهة، بينما هي ترى أن أمور المنزل تخصها هي وحدها، فهي تجلس فيه طوال الوقت، وهذه أمور تافهة، ولا تجب طاعته فيها أصلًا، وإنما الطاعة في الأمور الكبيرة الهامة فقط، فما حدود طاعة الزوجة لزوجها في مثل هذه الأمور؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزى الله خيرًا هذه الأخت على استقامتها على شرع ربها، وحرصها على التعلم، ومعرفة الأحكام الشرعية، وخاصة فيما يتعلق بطاعة الزوج.

هذا، وقد سبق أن بينا حكم طاعة الزوجة زوجها، وحدود هذه الطاعة، وما إن كانت مطلقة، أم مقيدة بما يتعلق بالنكاح وتوابعه، فراجعي الفتوى: 130355.

وهذه الأشياء التي ذكرتِها بالسؤال، وإن رأتها الزوجة بسيطة، إلا أن المصلحة فيها واضحة، وهي من المعروف الذي تجب الطاعة فيه.

وعلى وجه العموم؛ خير للمرأة، وأحوط وأبرأ لذمتها أن تطيع زوجها فيما يأمرها به مما ليس فيه معصية لله عز وجل، ولا يلحقها منه ضرر.

ولا يصح إطلاق القول بأن شؤون البيت تخص الزوجة وحدها.

وكونها الموجودة في البيت، لا يعني أن تستقل بكل شؤونه، ولا ترجع لزوجها فيما تحتاج إلى الرجوع إليه، ومشاورته فيه، ذكر الطاهر ابن عاشور آيات عن الشورى، ومنها قوله تعالى عن الفطام من الرضاعة: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا {البقرة:233}، ثم قال بعدها: فشرع بهاته الآيات المشاورة في مراتب المصالح كلّها: وهي مصالح العائلة، ومصالح القبيلة، أو البلد، ومصالح الأمَّة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني