الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف أتوب من معاصي اللسان؟ فأنا كثيرًا ما أقع في الغيبة، وقد ظلمت إناثًا كثيرات، وليست هناك إمكانية أن ألقاهنّ مرة أخرى؛ لكي أتحلل منهنّ، فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن للتوبة شروطًا يلزم تحقيقها: أولها: الإقلاع عن الذنب، وثانيها: الندم على ما فات من فعله للذنب، وثالثها: العزم أن لا يعود إليه فيما بقي من حياته، ويزاد شرط رابع، وهو: رد المظالم إلى أصحابها، أو استحلالهم منها، وطلب المسامحة منهم، إذا كان في الذنب حقوق للآدميين؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو شيء؛ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار، ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه. أخرجه البخاري.

وتحقيق هذا الشرط هو محل سؤالك، فإن رد المظالم القابلة للرد، وهي المظالم المالية، أمر واجب، إن لم يعف أصحابها، أو ورثتهم، وكذلك يجب التحلل من أصحاب المظالم غير القابلة للرد، ومنها: الغيبة، ونحوها من أذية المسلم.

ولكن إن كان المظلوم لا يمكن الاستحلال منه بسبب وفاته، أو بسبب عدم إمكانية اللقاء به، أو بسبب كون ذكر الأمر قد تترتب عليه مفاسد أكثر، فالأولى ستر الموضوع، والتوبة، والإكثار من الاستغفار للمظلوم، والدعاء له، والثناء عليه بالخير أمام الناس، مع إكثار التائب من العمل الصالح.

وراجع هذه الفتاوى للاطلاع على كلام أهل العلم المفصل في هذا الموضوع: 18180، 24940، 120912، 119222، 113925.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني