الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة -الحمد لله- ملتزمة، وعاهدت الله على ترك معصية ما، ونقضت العهد وفعلتها، وأنا خائفة جدًّا من لعنة الله، فهل يجب عليَّ كفارة؟ وما هي؟
علمًا أنني عاهدته ثلاث مرات، ونقضت العهد في المرات الثلاث، وبعد كل مرة أندم ندمًا شديدًا، وأخاف عقاب الله، وأخاف من عدم قبول دعائي، فهل يجب عليَّ ثلاث كفارات؟ وهل يلعنني الله لأنني نقضت العهد؟ وهل أكون من المنافقين الذين أعمى الله قلوبهم وأبصارهم؟ وادعوا لي بأن يرزقني الله زوجًا صالحًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الوقوع في المعصية، يستوجب التوبة، والخوف من الله تعالى، ويزداد الخوف إذا نقض العبدُ عهده مع الله، ولكن لا مكان في قلب المؤمن للقنوط من رحمة الله تعالى، والخوف بعد الوقوع في الذنب أمارة على الإيمان؛ فإن المنافق لا يخاف عاقبة الذنب، وقد قال عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِيَرَى ذُنُوبَهُ، كَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ، يَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْكَافِرَ لِيَرَى ذَنْبَهُ، كَأَنَّهُ ذُبَابٌ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ. رواه البخاري.

فاجتهدي -أيتها الأخت السائلة- في تحقيق التوبة من الذنب، والبعد عنه مستقبلًا، وأبشري بمغفرة الله تعالى.

وأما ماذا يترتب على نقض العهد، وهل عليك كفارة: فإن المفتى به عندنا أن من نقض ما عاهد عليه الله تعالى، تلزمه الكفارة.

ولا تتعدد عليك الكفارة ثلاث مرات إذا لم تكفّري عن المرات السابقة؛ لأن الكفارة تتداخل في مثل هذه الحال، وانظري الفتوى: 242887، والفتوى: 240886، والفتوى: 308254، والفتوى: 135742.

ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني