الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نشر محاضرة فيها أخطاء يسيرة

السؤال

ما حكم نشر محاضرة أو مقطع فيه أخطاء يسيرة؟ كأن يخطئ المحاضر في تلاوة آية، أو نطق بعض الأحاديث، أو استدل بحديث ضعيف، أو ذكر معلومة شرعية خاطئة، أو قال بقول لم يسبق إليه، لكن المحاضر ثقة، وأغلب كلامه مفيد جدًّا، وأسلوبه مميز.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن نشر المحاضرات الدعوية النافعة للمشايخ الثقات، أمر حسن، ووجود أخطاء فيها يسيرة من جنس ما ذكرته في سؤالك، لا حرج فيه -إن شاء الله-، ومثل هذه الأخطاء مما عمّت به البلوى -بل لو قيل: لا تخلو محاضرة، أو خطبة من مثل ذلك لما كان قولًا بعيدًا-، ولو منعنا نشر المحاضرات لمنعنا الناس خيرًا كثيرًا متيقنًا خشية مفسدة يسيرة محتمِلة، قال ابن تيمية: الواجب تحصيل المصالح وتكميلها؛ وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما: هو المشروع .اهـ. من السياسة الشرعية.

والناس لا يقصدون استماع المحاضرات ليتلقنوا ويحفظوا الآيات من لفظ الشيخ المحاضر، فذريعة تأثر الناس بخطأ الشيخ في تلاوة الآية ذريعة بعيدة، لا ينبغي أن تسدّ، ويمنع نشر المحاضرات من أجلها. وما دونها من الأخطاء التي ذكرتها أولى وأحرى.

نعم؛ إن أمكن تعديل الأخطاء عن طريق المونتاج، ونحوه، فهذا هو المتعين، وإلا فيمكن التنبيه بالكتابة على الأخطاء الموجودة في المقطع، وهذا كاف -إن شاء الله-. وراجع للفائدة الفتويين: 180703، 320872 .

ونعتذر عن إجابة بقية أسئلتك، لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني