الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عدم الإنكار على من سَبَّ المسيح عليه السلام

السؤال

من فضلكم إذا رأيت أحدهم كتب تعليقا على منشور عام في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وكان في هذا التعليق سب ليسوع؛ ليكيد النصارى يعني وما أشبه ذلك، جهلا منه تقريبا.
السؤال الآن هو: هل عليَّ إثم لو لم أرد عليه في التعليقات لنهيه، علما بأني لا أريد التعليق على كلام شخص غريب، يعني لأي سبب يخصني. أو مثلا لأن كلامه يشتمل على بذاءة، ولا أريد أن يظهر عند أصدقائي أني أرد على تلك التعليقات البذيئة.
فهل عليَّ إثم أو ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمسيح -عليه السلام- من أنبياء الله الكرام، ورسله العظام، وهو من أولي العزم من الرسل.

ومن تعمد سَبَّه عليه السلام؛ فهو كافر، مرتد -والعياذ بالله- فإن احترام جميع الأنبياء وتعظيمهم وتوقيرهم من أركان الإيمان. قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة:285}.

والنصوص الدالة على هذا الأصل كثيرة، فمن خالف هذا، واجترأ على سب أحد من رسل الله -عز وجل- كالمسيح، أو غيره؛ فقد أتى منكرا عظيما.

فيجب نهيه عن هذا المنكر، ولا يجوز السكوت عنه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكرا فليغيره... الحديث. رواه مسلم.

فيجب عليك إذا رأيت هذا التعليق أن تبين أنه محرم، بل كفر -والعياذ بالله- وأن تدفع عن عرض المسيح رسول الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

وليس ما ذكرتَه عذرا يبيح لك ترك النهي عن هذا المنكر الشنيع، إلا أن يكون غيرك قد قام ببيان الواجب في هذا الأمر، فيسقط عنك وجوب النهي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني