الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الدعاء والاستخارة

السؤال

ذكرتم في الفتوى: 2749673 أن المشروع في مثل هذه الحالة الدعاء عموما، لا الاستخارة خصوصاً.
فما المقصود بذلك؟ هل أستطيع أن أدعو بما أريد وأنتظر؟
وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بالدعاء عموما أن يسأل المسلم ربه حاجته بما يتيسر له من ألفاظ الدعاء، كأن تسأل المرأة ربها زوجا صالحا، أو أن يرزقها الزواج من فلان الصالح.

والاستخارة نوع من الدعاء، ولكنه مخصوص بأمور، ومنها أنها تشرع بعد صلاة ركعتي نافلة، وتكون في أمر مباح يهم المسلم بفعله، لا يدري وجه الحق فيه، فيفوض أمره لربه؛ ليختار له الأصلح، وهذا واضح من الصيغة الواردة في الحديث الذي ضمناه الفتوى المحال عليها في الفتوى السابقة: 19333.

فإذا تقدم رجل لخطبة امرأة، فيشرع لها أن تستخير الله فيه؛ فإن كان فيه خير وفقها للزواج منه، وإن لم يكن فيه خير صرفه عنها.

ولا بأس بأن تقومي بدعاء ربك، وتسأليه من خير الدنيا والآخرة، بل يستحب ذلك استحباب مؤكدا، وتنتظري ما يقدره الله لك، فقد أمر الله تعالى بالدعاء فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وروى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنه من لم يسأل الله يغضب عليه.
وهنالك آداب للدعاء ينبغي مراعاتها، ومن ذلك اليقين، وحضور القلب عند الدعاء، وعدم استعجال الإجابة.

ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 119608.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني