الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تزيين الشيطان للعبد الظن بأن الانحراف هو سبب جلب الرزق

السؤال

أعلم أن المسلم مأمور بالتزام طاعة الله في كل أحواله، وأن قدر الله كله خير، وأن له الحكمة المطلقة في كل أفعاله، وأن الاستدراج بالنعم من سنن الله، لكن كيف نفهم أن شخصًا متدينًا كلما اجتهد في مراجعة القرآن وتدبره، بل إذا قام الليل ضيق عليه في الرزق جدًّا، حتى إنه يمكث أسابيع دون عمل. فإذا أسرف على نفسه بالمعاصي، تفتح له أبواب الرزق الحلال فجأة، مع أنه على وعي تام بأن الشيطان يزين له أبواب المعاصي، وأن الرزق في كل الأحوال من عند الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فليس هذا صحيحًا، بل هو من تزيين الشيطان لهذا العبد؛ حيث يربط في عقله بين انحرافه وتركه الطاعة وبين فتح أبواب الرزق. وإلا، فالله أصدق قيلًا، وقد نطقت النصوص بأن التقوى هي سبيل استجلاب رزق الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.

فمن وجد خلاف ذلك إذا اتقى الله وأطاعه، فليتّهم عبادته، وطاعته، وليظن بها أنها مدخولة، ومن ثم لم تثمر ثمرتها، على أن الله قد يبتلي هذا العبد بضيق الرزق في وقت ما لينظر صبره، ويختبر إيمانه، وثباته على الدِّين، فإذا انحرف وظن أن الانحراف هو سبب جلب الأرزاق، فقد رسب في ذلك الاختبار، ولا شك، وأما إذا ثبت واستمر على التقوى، فستفتح له -ولا شك- أبواب الرزق الواسعة؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ومن يتوكل على الله، فهو حسبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني